﴿خَلَقَ الْإِنسَانَ﴾ [(٣) سورة الرحمن] أي جنس الإنسان ﴿عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾ [(٤) سورة الرحمن] والمراد بالبيان "النطق" ما يبين به عما في ضميره، النطق هذا هو الذي يميز الإنسان عن غيره من المخلوقات، يشارك كثيراً من الحيوانات النامية في الحياة والنمو لكنه ينفصل عنهم، وينفرد عنهم بالنطق، فإذا قيل: حيوان ناطق، لا يدخل فيه غير الإنسان، هذا وصف كاشف مخرج لجميع أفراد ما ينطبق عليه الحيوان، فإذا قيل: ناطق، انتهى، خرج ما عدا الإنسان، ولذلك قال: ﴿عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾ [(٤) سورة الرحمن] "النطق" فهو الذي يستطيع أن يبين عما في نفسه، وبقية الحيوانات عجماوات، وجاء في الحديث: ((العجماء جبار)) يعني جناية العجماء –الدابة- جبار؛ لأنها عجماء لا تبين عن نفسها، عما في نفسها فهي عجماء، من ذلك سمي الأعاجم والعجم هذا الذين لا ينطقون بالعربية، فباعتبار أن العربية هي لغة الكتاب والسنة فكأن ما عداها لا قيمة له، لا يستطيع أن يبين عما في نفسه بالنسبة لهذه اللغة، ولذلك قوبلت الأعجمية بالعربي ﴿أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ﴾ [(٤٤) سورة فصلت]


الصفحة التالية
Icon