قد يقول قائل: إن هذا اللون الذي نراه وهذا لا بد من الانتباه له، قد يكون هو الأحمر، وإن كان في عرفنا غير أحمر، هو في عرفنا لا نسميه أحمر، وفي عرف الشرع في النص في الحقيقة الشرعية أنها حمراء، ونحن نسميها زرقاء، وأحياناً تسمى خضراء، وهي حقيقة واحدة لا تتغير، ولا شك أن الألوان تتغير، تتغير يعني المسميات تتغير، يعني في قوله -جل وعلا-: ﴿كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ﴾ [(٣٣) سورة المرسلات] يعني لو قال شخص: أنا عمري كله هو صاحب إبل ويربي الإبل ويبيع ويشتري في الإبل منذ خمسين أو أكثر من خمسين سنة ويقول: ما مر علي ولا جمل أصفر، نعم، يقول: ما مر علي جمل أصفر، والقرآن يقول: ﴿كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ﴾ [(٣٣) سورة المرسلات] إيش معنى هذا؟ هل نقول: إن الألوان تتغير من جيل إلى جيل ومن بلد إلى بلد؟ يعني أدركنا ألوان كانت تسمى بها ثم بعد ذلك تغيرت، فيه لون اللي صار اسمه بنفسجي ثم صار الآن يسمونه إيش؟......... ما أدري إيش يسمونه؟ كان يسمى قبل ثلاثين أو أربعين.. -قرمزي- وهذه التسمية ليست من الألفاظ الدارجة، يعني مر علينا في تفسير القرطبي: "ولونها قرمزي" يعني ما هو بيقال: هذا اصطلاح بلد خاص أو شيء من هذا، نعم، فهذه الألوان لا شك أنها تتغير، وكان من الألوان ما يقال له يسمونه: حلبي، والآن يسمونه: زهري، المقصود أن الألوان قابلة للتحديث والتغيير فهل نقول: إن السماء من هذا النوع كان يسمى لونها أحمر؟ مع أن الأحمر الذي يغلب على الظن أنه هو الأحمر من خلق السماوات إلى يومنا هذا، يعني الأحمر يعني في عرف الناس ما يتغير لا من بلد ولا من جيل ولا غيره، الأحمر أحمر والأسود أسود والأبيض أبيض، لكن الألوان الأخرى هي اللي قابلة للتغير، وإذا قبل ﴿جِمَالَتٌ صُفْرٌ﴾ [(٣٣) سورة المرسلات] أن تطلق على غير الأصفر يقبل أيضاً أن تكون السماء الحمراء وردة كالدهان، أو أن هذه.. ، أو أن هذا اللون يتغير في ذلك الوقت يتغير، ولذا قال: ﴿فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً﴾ [(٣٧) سورة الرحمن] كانت هل معناها كانت في الماضي أو صارت؟ نعم، معناها صارت، صارت وردة كالدهان، قال: "كالأديم الأحمر على خلاف العهد بها،


الصفحة التالية
Icon