سيأتي في قول الله -جل وعلا-: ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ﴾ [(٥٦) سورة الرحمن] ما قاله أهل العلم في هذه المسألة، وأما الاستعانة بالجن فهي من خواص سليمان -عليه السلام-، فالنبي -عليه الصلاة والسلام- أراد أن يوثق الجني فتذكر دعوة سليمان -عليه السلام- فترك، وهذا في البخاري؛ لأن هذا من خواصه -عليه السلام-، فلم يفعله النبي -عليه الصلاة والسلام-، هذه مسألة، المسألة الثانية: أن الجن قد يدعون الإسلام، ويدعون الاستقامة والالتزام ثم بعد ذلك يتبين خلاف هذا، فإذا أوقعوا المستعين بهم في حبالهم وشركهم، وتخلوا عنه لا بد أن يحصل له شيء من التقرب إليهم، وسد الذرائع الموصلة للشرك أمر لا بد منه.
يقول: سجود الشمس تحت العرش كل ليلة نؤمن به، ولكن هل من تبصير شرعي للظاهر من أنها مستمرة في الدوران؟
أقول: كونها مستمرة في فلكها هذا هو الأصل، والحس والواقع يشهد بذلك، وأيضاً ما جاء به الدليل الشرعي من أنها تسجد كل ليلة تحت العرش وتستأذن هذا أمر لا جدال فيه؛ لأنه ثابت عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، فإذا تعارض هذا مع هذا لا بد أن يؤمن بالجميع على حقيقته، قد لا يدرك العقل مثل هذا، ويظن فيه شيء من التناقض، أقول: أقرب نظير له ما قرره شيخ الإسلام في شرح حديث النزول: إن الله ينزل في آخر كل ليلة، وأورد على هذا ما أورد على سجود الشمس من أنه.. ، من أن الثلث الأخير يختلف من بلد إلى بلد، لكن علينا أن نؤمن، علينا أن نستسلم ونسلم، حتى قال شيخ الإسلام: إنه مع ذلك ينزل آخر كل ليلة ولا يخلو منه العرش، فما فيه إلا تسليم، يعني ما فيه إلا استسلام، يعني كثير من القضايا التي جاء الشرع بمثلها، التي لا يدركها العقل؛ لأن الشرع قد يأتي بما تحتار منه العقول، ويكون هذا نسبياً أيضاً، قد يكون الحل عند بعض الناس موجود، عند بعض أهل العلم موجود، لكنه لم يظهر لغيرهم، وهكذا المتشابه من آي القرآن، قد يكون متشابه بالنسبة لبعض العلماء، ومحكم بالنسبة لبعضهم.
ما الحكم إذا قامت الصلاة وأنا أصلي ركعتين هل أقطع أم أكمل؟


الصفحة التالية
Icon