حجز المكان لشخص خارج المسجد هذا لا يجوز؛ لأن المسجد كغيره من الأماكن المباحة وهي لمن سبق، ولا يجوز له أن يقيم ولده من مكانه ليجلس فيه، فلا يجوز الحجز في المساجد، لكن إذا كان موجود داخل المسجد وانتقل إلى مكان أرفق به، أو أبعد عن التشويش ليقرأ أو ليصلي له ذلك؛ لأنه سبق إلى هذا المكان، وكذلك إذا كان قد تقدم إلى المسجد ثم خرج من المسجد ليعود إليه قريباً فهذا أيضاً لا يؤثر، والحجز يحصل كثيراً ويحصل بسببه نزاع ومشاكل، وفي المسجد الحرام يحصل قضايا كثيرة، يعني لا سيما في الليالي الفاضلة في أوقات الزحام، الليالي التي ترجى فيها ليلة القدر، تجد الناس يحجزون ويتزاحمون ويتشاجرون وقد يتضاربون، مع أن الحجز أشير إليه بقوله -جل وعلا-: ﴿سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ﴾ [(٢٥) سورة الحج] يعني العاكف في المسجد المقيم في المسجد لا يختلف حكمه عن حكم البادي الذي جاء ليصلي فريضة واحدة ثم يرجع، لا فرق، فليس هذا بأولى من هذا، ثم قال: ﴿وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ﴾ [(٢٥) سورة الحج] دل على أن هذا إلحاد، وأمره خطير، وتجد بعض الناس يعني حصل قضايا في المسجد الحرام شاهدناها وشاهدها غيرنا يجعلون بعض الناس الذين لا يحسنون التعامل مع الآخرين يحجزون لهم بأجرة وتجد هذا الأجير مستعد يضارب عند هذا المكان، وسمعنا وسمع غيرنا في آخر لحظة من رمضان من حصل منه شيء من ذلك، وقالوا: إننا بعد خروج رمضان نتواعد في مكان خارج الحرم ليتضاربون، وهذا في صحن الحرم يعني، لا شك أن هذا خلل، خلل في.. ، يعني الإنسان قد يفقه المسألة، ويرى أن التقدم والقرب من الإمام والقرب من الصف الأول يفقهها ويعرف نصوصها، لكن كيف يطبق هذا الفقه؟ هذا الذي يخفى على كثير من الناس، وهذا هو المهم، تجد بعض الناس يعرف أن التراص في الصف مطلوب، ويحرص عليه أشد الحرص، ويعرف أن الصحابة كان بعضهم يلصق العقب بالعقب، ثم بعد ذلك يؤذي الناس، وبعضهم لا يقتنع حتى يطأ رجل الآخر ليتأكد هل هو ألصق أو ما ألصق؟ مما جعل الطرف الآخر المقابل ينفر نفرة شديدة، ويجعل هناك فرجة ثم يتبعه الآخر ثم يحتاج إلى أن يدافع عن نفسه، ووجد


الصفحة التالية
Icon