يقول: "مظهرة" ﴿خافِضةٌ رّافِعةٌ﴾ "مظهرة لخفض أقوام" يعني كانوا ارتفعوا في الدنيا "بدخولهم النار"، وأي جاه مع دخول النار، "ولرفع آخرين بدخولهم الجنة"؛ لأنه يؤتى بأنعم الناس في الدنيا فيغمس غمسة واحدة في النار، ثم يسأل عن نعيمه الذي تنعمه سبعين ثمانين مائة سنة؟ يقول: ما رأيت شيء، ثم يؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا و......... لكن كان يعيش سبعمائة سنة في شقاء وتعاسة، ثم بعد ذلك يغمس في الجنة، ثم يقال له: هل رأيت بؤساً قط، قال: لا والله ما رأيت لماذا؟؛ لأن هذه الدنيا لا تعادل شيء، لا شيء في الميزان الشرعي، لا تزن عند الله جناح بعوضة، لكن من يدرك حقيقة هذا الأمر؟، من يدرك؟، يدرك أمثال سعيد بن المسيب الذي جاءه السفير الواسطة الذي يخطب ابنته لابن الخلفية لابن الخلفية يقول: جاءتك الدنيا بحذافيرها يا سعيد، ابن الخليفة يطلب بنتك، جاءتك الدنيا بحذافيرها قال: إذا كانت الدنيا لا تزن عند الله جناح بعوضة فماذا أن يقص لي من هذا الجناح؟، فيزوجها تلميذاً له من أفقر الناس لا يجد شيئاً، وكثير من الناس في غفلة من هذا، إذا رأى صاحب الدنيا ارتعد وخاف ووجل، مع أنه لن يناله بسوء حتى ولو كان سلطان جائر، لن يناله إلا بما كتب له، واعلم أن الناس أو الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك فلن يضروك، والعكس، وتجد بعض الناس إذا قيل له أن فلاناً من الناس من النوع الذي......... والعلم عند الله -جل وعلا- يوم القيامة، إذا قيل له ذكرك البارح في مجلسه وأثنى عليك، يمكن لا يكاد أن ينام من الفرح، وبعد هذا المدح ينفعه بشيء؟ لا ينفعه بشيء، ويغفل عن مثل قوله -عليه الصلاة والسلام- عن ربه -عز وجل-: ((من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم)) أي ذكر هذا الإنسان، ولو كان من خيار الناس، ولو كان من عبادهم إلا أن الشهادة من مثل هذا يعني لها دلالتها يعني من عاجل بشرى المؤمن، لكن شهادة من لا تنفع شهادة ممن يطير به كثير من الناس فرحاً، هذه لا تزيد شيئاً، ولا تعدل شيئاً، بل العكس إن شهادة الناقص نقص، بخلاف شهادة الخيِّر الصالح؛ مع أن المدح من الطرفين لا شك أنه


الصفحة التالية
Icon