المائدة] ووكل إليهم حفظها فما حفظوها؛ فالقرآن لا زيادة فيه ولا نقصان، ولا يستطيع أحد أن يتجرأ أن يزيد عليه أو ينقص، يعني إذا وجد الوضع والكلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإن القرآن محفوظ من الزيادة والنقصان، ولذا قوله: "وآيتها ست وتسعون أو سبع وتسعون أو تسع وتسعون" الخلاف في ذلك مرده إلى اعتبار البسملة، هل آية أو ليست بآية، وبعض الآيات قد تكون آيتين عند بعض القراء، وبعض الآيات الثنتين تكون واحدة إما بالجمع أو بالتفريق، وهذا لا يؤثر في القرآن بزيادة ولا نقصان، القرآن كما هو من غير زيادة ولا نقصان، ومثلاً في آخرة سورة آل عمران فقرأ العشر آيات من آخر سورة آل عمران لما قام النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى التهجد بدءاً من: ﴿إِنّ فِي خلْقِ السّماواتِ والأرْضِ.... ﴾ [(١٩٠) سورة آل عمران]، إلى آخر السورة، وإذا نظرنا إليها في المصحف الذي بين أيدينا وجدناها، كم؟ إحدى عشرة، نعم، ﴿إِنّ فِي خلْقِ السّماواتِ والأرْضِ.... ﴾ الآية مائة وتسعين إلى مائتين كم؟ إحدى عشرة؛ لأن ﴿إِنّ فِي خلْقِ السّماواتِ والأرْضِ.... ﴾ الآية يعني خارجة عن العشر، المقصود أنه لا يظن أن الآية زيدت أو نقصت، أبداً القرآن كما هو محفوظ من الزيادة والنقصان ولو أتينا بالنسخ التي أرسلها عثمان إلى الأمصار، طبقناها على ما في أيدي الناس في آخر الزمان الذي نعيشه الآن ما وجدنا فرقاً، فبعض الناس يشكل عليه مثل هذا الأمر؛ لكن العدد هذا اعتبر فيه بعض القراء يجمع الآيتين، وبعضهم يفرق الآية يجعلها آيتين، ويختلفون في العدد من هذه الحيثية، أما بالنسبة لحروف الكلمات والآيات فلم يحصل فيه اختلاف قط حتى بين القراء، ما في اختلاف إنما اختلافه فيما يعود إلى رسم الكلمة، فيما يعود إلى رسم الكلمة.


الصفحة التالية
Icon