الأمم الماضية وهذه الأمة، يعني: كلامه يؤيد بعضه بعضا أو يرد بعضه على بعض؟ يرد بعضه على بعض؛ لأن كلامه ﴿ثلة من الأولين﴾ جماعة من الأمم الماضية، يعني المقصود بهم أنبياء الأمم الماضية فقط؟ أو ممن تبعهم واتصف بهذا الوصف، ﴿وقليل من الآخرين﴾ من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقال: ﴿وقليل من الآخرين﴾ وهم محمد -صلى الله عليه وسلم-، وثلة من الأولين جماعة الأنبياء السابقين، ﴿وقليل من الآخرين﴾ هم محمد -صلى الله عليه وسلم- كان كلامه يشهد بعضه لبعض لكنه قلق ما يمكن أن يفسر الكلام بهذا، لكن مع ذلك قوله: وهم الأنبياء قول ضعيف، والأنبياء وإن اتصفوا بهذا الوصف، وهم أحق الناس بهذا الوصف إلا أن الأمر لا يقتصر عليهم، بل كل من سبق إلى استجابة للأنبياء، وسبق وبادر إلى فعل الخيرات واجتناب المنكرات والمحظورات فإنه يستحق أن يوصف بأنه من السابقين، ﴿ثلة من الأولين﴾ يقول: مبتدأ خبره ﴿على سرر موضونة﴾ [سورة الواقعة: ١٥]، ﴿ثلة من الأولين﴾ مبتدأ أي: جماعة من الأمم الماضية، وقليل من الآخرين أي من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهم السابقون من الأمم الماضية وهذه الأمة، والخبر على سرر موضونة. هذا قول أن المراد ثلة أي جماعة من الأولين، والقلة من الآخرين من هذه الأمة يدل على أن من اتصف بهذا الوصف من الأمم السابقة لاسيما إذا نظرنا إلى المجموع من آدم إلى عيسى -عليه السلام-، يعني من سابق إلى الإيمان بهم والتصديق وإتباعهم أكثر ممن سابق وسارع في هذه الأمة، يعني: إذا نظرنا إلى الأفراد فإن هذا الكلام ليس بصحيح، وأن أتباع كل نبي السابقون فيهم أكثر من السابقين في هذه الأمة فهذا الكلام ليس بصحيح؛ لأنه يأتي النبي ومعه الرهط، ويأتي النبي ومعه الرجل والرجلان، ويأتي النبي وليس معه أحد، هل نقول أن أتباع الأنبياء ممن سارع إلى التصديق بهم كل واحد بعينة أسرع أكثر ممن سارع إلى التصديق بالنبي -عليه الصلاة والسلام-، يعني إذا نظرنا إلى المجموع، مجموع الأمم السابقة وقارنا السابقين منهم مع السابقين ممن آمن بالنبي -عليه الصلاة والسلام-، صار للنظر مجال، أما إذا نظرنا إلى أفرادهم فلا، على أن من أهل العلم من يرجح أن الثلة من


الصفحة التالية
Icon