﴿وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ﴾ [سورة الواقعة: ٢١] يعني: أي شيء يخطر على باله ويشتهيه ويميل إليه وترغبه نفسه يحصل بين يديه، وكما قيل في الخمر أنه لا مضرة فيها بوجه من الوجوه، فكذلك الطعام قد يقول قائل: إذا أكثر من الفاكهة يتضرر، يرتفع عليه شيء أو ينخفض عليه شيء، هذا لا يوجد في الجنة، وكذلك الطعام، ﴿وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ﴾ ألا يقول بأنه يصاب بتخمة، أو يصاب بشيء مما كان يصاب به في الدنيا، ومما ومما هذه تفيد العموم من كل شيء يتخيلونه، ومن كل شيء يشتهونه، يعني: مهما كثر فإنهم يأكلون، ومع ذلك لا يبولون، ولا يتغوطون، وإنما تخرج فضلاتهم رشح، مسك ﴿وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ﴾ ولهم أيضاً الاستمتاع بالنساء على أعظم وجوه الاستمتاع، كما أنهم ينتفعون بالأكل والشرب على أعظم وجوه الانتفاع كذلك يستمتعون بالنساء قال: ولهم بالاستمتاع حورعين، حور نساء شديدات سواد العيون وبياضها، عين أي: ضخام العيون، حور يقول: نساء شديدات سواد العيون وبياضها، يعني: هل الأفضل في العين أن تكون سوداء، شديدة السواد، أو فيها لون غير السواد إما خضرة، أو تكون من لون البني الداكن أو شيء من هذا، في الدنيا يرغب كثير من الناس في هذا، ولذلك كثير من النساء تلبس هذه العدسات الملونة، وهنا في الحور العين قال: نساء شديدات سواد العيون وبياضها، وقد يكون المفضل في الدنيا مفضول في الآخرة، ويكون الجمال في الدنيا ليس بجمال في الآخرة والعكس، والعكس، لكن المقصود هنا يقول المفسر: شديدات سواد العيون وبياضها، بياضها لا يخالطه شيء، وأن تجد في عيون بعض الناس يكون فيها نقط إما سوداء وإما حمرا، وهذه شديدة البيض، وبالنسبة للسود فإنه شديد أيضا، وإذا كانت العين بهذه المثابة كان السواد شديداً والبياض شديداً فإن هذه يقال لها حينئذٍ حوراء، عين ضخام العيون، ضخام العيون يعني: سعة العين بالنسبة للعدسات إذا كانت حاجة من أجل توضح المرأى لضعف في النظر هذا ما في إشكال، والتلوين إذا كان للتجمل فهو من نوع ما يتجمل به للزوج لا بأس به، لكن إذا كانت من غير حاجة للتجمل للزوج فإن هذا قد يدخل في التغيير لخلق الله، لكن إذا احتاجت


الصفحة التالية
Icon