﴿من زقوم﴾ بيانية من بيانية بيان للشجر المذكور، من شجر ﴿فَمَالِؤُونَ مِنْهَا﴾ [سورة الواقعة: ٢٣] منها أي من الشجر، والشجر مثل السدر ومثل التمر، مما يفرق بينه وبين واحده بالتاء، ويسمونه اسم جنس، فمالؤون منها أي: الشجر البطون، ﴿فمالؤون منها البطون﴾ هل البطن الذي يملأ بما يؤكل ويشرب أو المعدة فقط؟ نعم المأكول والمشروب يذهب إلى أين، إلى المعدة، لكن المعدة إذا امتلأت امتلأ البطن وهذا أمر مشاهد ومحسوس، إذا امتلأت المعدة امتلأ البطن، فصح أن يقال: ﴿فمالؤون منها﴾ لأن هناك استعمالات عرفية، بعض العامة إذا آلمه شيء سواء كان في المعدة أو في الرائية أو في الطحال أو في أي جز من أجزاء ما يحتويه البطن، قال: ما الذي يؤلمه يقول: الكبد، كبده تؤلمه، هذا استعمال عرفي عند كثير من العامة، في بعض الجهات ما يطلقون على ما الجوف كلي إلا الكبد، لكن العرف الخاص عند الأطباء يختلف عن هذا اختلاف جذري، ولذلك الذي لا يعرف هذا المصطلح العرف العام عند الناس، قد يعطيه من خلال كلامه علاج للكبد، ويتضرر به، والألم في الرائية مثلاً، والعامة تقول: امتلأ بطنه لأنه امتلأت معدته وبالتالي امتلأ البطن.
﴿فشاربون عليه﴾ على هذا الزقوم الذي ملأ البطن، الزقوم المأكول من الحميم، ﴿فشاربون عليه﴾ يعني: على هذا المأكول من الحميم، وهو الماء الحار، الماء الحار، الذي جاء في بعض الأخبار: ((أنه إذا أدناه من وجهه سقطت جلدة وجهه))، وجاء في الأثر: " أنه لو جاء شخص يعرفه في الدنيا لعرفه من جلدة وجه الذي سقط"، حميم وهل يقول أن هذا الحميم أن درجته مائة أو ألف درجة الغليان فيه، الله أعلم بمقداره، إذا أدناه من وجهه سقطت جلدة وجهه، ﴿فشاربون عليه من الحميم﴾ فشاربون شرب، أو شَرب أو شِرب هذه الثلاث اللغات في هذه، لها شرب، ولكم شرب، وشرب بفتح الشين هم الجماعة الشراب الذين يشربون، ويقال لهم شرب، والشرب يقال: من مصدر شرب، يشرب شرباً، شرب الماء وسيشربه شرباً وشًرباً، يقول: بفتح الشين وضمها مصدر وابن مالك - رحمه الله- يقول:
فعلُ قياس المصدر المعدى... منذ ثلاثة كرد رد


الصفحة التالية
Icon