نعم، على سبيل التهكم، على سبيل التهكم، لأن الضيف بصدد أن يكرم، وهؤلاء بصدد أن يهانوا، فلا يقال لهم في الأصل نزل، لكن من باب التهكم، كما في فبشرهم بعذاب أليم، الأصل في البشارة أنها بما يسر لكن البشارة بما يسوء على جهة التهكم، ﴿نحن خلقناكم﴾ يعني: أوجدناكم من عدم، ﴿نحن خلقناكم﴾ يعني: أوجدناكم من عدم، يعني: هل الإنسان وجد من لا شيء، أو وجد من مادة؟ يعني: آدم خلق من تراب، وحواء خلقت من ضلعه، والبقية بالتناسل بين الجنسين، حشا عيسى - عليه السلام - فإنه من أم بلا أب، يقول: أوجدناكم من عدم، يعني: هل وجد الجنس من لا شيء؟ نعم إذا نظرنا إلى جنسه فإن جنسه غير مسبوق به، يعني: آدم غير مسبوق بشيء من جنسه، وكونه يخلق من مادة من غير جنسه كأنه خلق من عدم، بالنسبة لجنسه وإلا هو خلق من شيء موجود وهو التراب، وغيره خلق مما يخرج بين الصلب والترائب، فإذا نظرنا إلى الأصل قلنا: أنه خلق من شيء لكن إذا نظرنا إلى الجنس فإنه خلق من عدم، كما قال المؤلف: أوجدناكم من عدم، فلولا هب، يعني: هلا تصدقون، يعني إذا نظر الإنسان في نفسه تأمل الإنسان في نفسه، يعني: هل خلق من لا شيء؟ هل خلق نفسه؟ هل يمكن أن يدعي أنه خلق نفسه؟ لا لابد أن يعترف بأن له خالق، ولذا الكفار المشركون يقرؤون بأن الله - جل وعلا- هو الخالق وهو الرازق، لكن لا يعترفون بالإلوهية ينبسون لغيره أو يشركون معه غيره أو يعبدون من يقربهم إليه زلفى، تصدقون بالبعث يعني: لا ينكرون أنهم خلقوا وأن الله خالقهم، لا ينكرون أن الله - جل وعلا- هو الخالق الرازق المدبر المميت، إذا كان يعترفون بهذا فلماذا لا يعترفون بالنشأة الأخرى بالعبث بعد الموت؟ إذا القادر على الإنشاء قادر على الإعادة وهو أهون عليه، وهو أهون عليه، القادر على الإنشاء قادر على الإعادة، وهذا لا شك أنه أهون والكل هين على الله - جل وعلا -، الكل هين؛ لأن الأولى والأخرى إنما تكونان بكن فأفعال التفضيل ليست على بابها، لكن في عرف الناس وتصورهم أن إعادة الشيء يعني: في المحسوسات تصنيعه للمرة الأولى مثل تصنيعه للمرة الثانية، لا يختلف، يختلف إعادة التصنيع يعني: عندك المادة موجودة، نعم تحتاج إلى شيء من