يقول رحمه الله - تعالى-: ﴿أفريتم ما تمنون﴾ أأنتم بتحقيق الهمزتين أأنتم وإبدال الثانية ألفا أأنتم وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركيب المواضع الأخرى، في المواضع الأخرى، ﴿أأنتم تخلقونه﴾، ﴿أأنتم أنزلتموه﴾، ﴿أأنتم تزرعونه﴾ إلى آخره، ﴿أأنتم أنشأتم شجرتها﴾ هذه هي المواضع الأخرى التي ستأتي، تخلقونه أي: هذه المادة التي تقذف في أرحام النساء، ﴿أأنتم تخلقونه﴾ أي: المني بشراً الزوج والمرأة في هذه العملية ينتهي دورهما بإلقاء هذه النطفة، ثم بعد ذلك هل يستطيع الأب أو تستطيع الأم أن تجعل هذه النطفة علقة؟ هل تستطيع أن تجعلها تصل إلى حد تكتمل بشراً سوياً؟ ليس بيد أحد شيء قد يقول قائل: أن الأطباء الآن نجحوا في أخذ حيوان من الرجل وبويضة من المرأة وتلقيحهما في مكان خارج الرحم، ثم بعد ذلك ينشأ هذا المولود في هذا المكان ويولد، لكن هل هذا بقدرتهم وإرادتهم؟! نعم لهم قدرة ولهم إرادة، لكنها مقيدة بإرادة الله - جل وعلا-، وإذا كان الموضع الأصلي لا يؤمن فيه من الإجهاض بتقدير الله - جل وعلا- فكيف بالفرع الذي هو طرف ثالث، ﴿أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون﴾ أم هذه يعطف بها بعد الهمزة همزة التسوية أو همزة عن لفظ أي مغنية، وأم هنا ﴿أأنتم تخلقونه أم نحن﴾ هل هذه همزة تسوية! نعم؟ أو نقول هي منقطعة بمعنى بل، بل نحن وأم المنقطة يعطف بها المفرد ولا يعطف بها الجملة، ولا يعطف بها الجملة، والآن المعطوف نحن الخالقون مفرد وإلا جملة، جملة لكنها في معنى المفرد، بمعنى: أنه الخبر الخالقون لو حذف يتأثر الكلام؟ ما يتأثر الكلام فالتقدير أأنتم تخلقونه أم نحن فكأنها عطفت مفرد، وحينئذ يصح كونها منقطعة بمعنى بل، نحن قدرنا بالتشديد والتخفيف، بالتشديد قدرنا، وبالتخفيف قدرنا، قدرنا من التقدير، وقدرنا من القدر، نحن قدرنا يعني: من باب القدر الذي هو شقيق القضاء، قدرنا من التقدير وقدرنا بينكم، ومنهم من يقول: إن التخفيف والتشديد هنا بموضع واحد، والأصل بقدر بالتخفيف أنه من التضييق، ﴿من قدر عليه رزقه﴾، يعني: من ضيق عليه رزقه لكن قالوا هنا سواء كانت بقراءة التشديد أو التخفيف بمعنى الواحد وهو القدر الذي هو شقيق القضاء، {بينكم