﴿أفرأيتم الماء الذي تشربون﴾ يعني: نعمة من نعم الله، يعني: ﴿أفريتم ما تمنون﴾ من أعظم نعم الله على البشر يعني: هو سبب بقاء النوع الإنساني ثم بعد ذلك الزراعة التي من حصيلتها من يؤكل وتقوم به الحياة؛ ثم بعد ذلك الماء الذي تشربون لأن الماء وحده لا يكفي إلا ما جاء في ماء زمزم؛ لا بد من الطعام ثم الشراب، هذه نعم أصلاً النوع الإنساني إنما يتكون بمعاشرة الزوج مع زوجته على ما تقدم ثم بعد ذلك ما تنبته الأرض من المزروعات فيأكل ويبقى النوع ويستمر وإلا فإذا جاع مات، ثم بعد ذلك الماء الذي تشربون الذي منه حياة كل شيء، ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾ [سورة الأنبياء: ٣٠]، ﴿أفريتم الماء، أأنتم أنزلتموه من المزن﴾ من السحاب، من السحاب جمع مزنا وهي السحابة، أم نحن المنزلون، أم نحن المنزلون، ﴿أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون﴾ من الذي ينزل المطر من السحاب هو الله جل وعلا ومن يدعي ذلك فهو كاذب هذه مسائل استمطار كل هذا لا قيمة له ولا ينبغي أن يختلف فيه مسلم، لماذا لأنه جعل خلاف ما جاء في الزارعة، في الزراعة قال: ﴿لو نشاء جعلناه﴾ لأنه قد يوجد من يتردد، لكن في هذا الماء الذي ينزل من السحاب قال: لو نشاء جعلنا لماذا؟ لأنه لن يوجد من يتردد، وهناك من يدعي استمطار وينزلون ومدري ايش كله لا قيمة له، ﴿لو نشاء جعلناه﴾ يعني: ملحاً لا يمكن شربه، ملحاً لا يمكن شربه، فلولا هلا يعني: حظ على الشكر لهذه النعمة، يعني: لو أتيت على الماء أنت عطشان شديد العطش ثم جئت إلى بئر فرحت بها فرحاً شديداًَ فنزعت فيها دلواً فلما شربت منه مججته في الأرض لماذا؟ لأنه أجاج ملح، لا يروي لا يروي الغليل، فهذا ضرره أكثر لأن الأجاج يزيد في العطش ومعلوم أن الطعام إذا زاد فيه الملح زاد فيه العطش، فإذا كان الماء كله أجاج ليش شديد الملوحة يعني هل استفاد الناس من البحار في الشرب؟ لا في الحديث: ((إنا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء فإذا توضئنا به عطشنا)) يعني: أنت كالبحر تعطش أنت في البحر نعم تعطش؛ لأن ماء البحر لا ينبت إلا عطش، فتصور أن كل المياه النازلة والنابعة كلها أجاج، ملح أليست هذه نعمة أن تجد الماء عذب زلال