نعم، يقرأها على الوجه المأمور به، يقرأها على الوجه المأمور به، بالترتيل وتحسين الصوت وتزيينه؛ لأنه بهذه الطريقة يحصل تحريك القلوب بهذه السورة العظيمة، فأمرنا أن نرتل القرآن وهذا قرآن، أمرنا أن نزين القرآن، أمرنا أن نحسن أصواتنا بالقرآن، كل هذا مأمور به، وقراءة القرآن على الوجه المأمور به، هي التي تؤثر الأثر المبني على ذلك كما قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: "قراءة القرآن على الوجه المأمور به هي التي تزيد القلب طمأنينة ويقين وإيمان وعلم" كما يقول ابن القيم:

فتدبر القرآن إن رمت الهدى فالعلم تحت تدبر القرآنِ
ما الرؤية الصحيحة لتفسير القرآن بالإعجاز العلمي في القرآن؟
مسألة التوسع في إدخال الإعجاز والاختراعات العصرية، وما جد وما استحدث، وإدخاله تحت آي القرآن، أو تحت نصوص السنة، التوسع في هذا لا شك أنه غير مرضي، حتى أن بعضهم بل كثير منهم توسع فأدخل في ذلك نظريات قابلة للنقض، قابلة للنقض، فماذا عن هذه النظرية إذا نقضت هل ينقض ما فسر به أو ما فسرت به ما كانت تفسيراً له من كتاب أو سنة؟ التوسع في هذا غير مرضي، والجزم بذلك مزلة قدم، وقد ألف بعضهم: (مطابقة الاختراعات العصرية لما جاء عن خير البرية) ورد عليه، رد عليه بكتاب اسمه: (إيضاح المحجة في الرد على صاحب طنجة) المؤلف مغربي فرد عليه.
على كل حال تجد بعض الناس مغرم بهذا إذا وجد أدنى شيء له علاقة ذكره، يعني ذكروا الهندسة كلها تحت قوله -جل وعلا-: ﴿انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ﴾ [(٣٠) سورة المرسلات] إيش الرابط بين هذا وهذا؟ ﴿وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ﴾ [(٣١) سورة الأعراف] أودعوا فيه كل ما في الطب، نعم هذه إشارات، إشارات لكن لا ينبغي أن تجعل مرتعاً لتخصصات لا علاقة لها بالقرآن، وإن كان الإسلام شاملاً عاماً لجميع نواحي الحياة، يعني ما في فصل بين أمور الحياة وبين أمور الدين، لكن نحمل النصوص ما لا تحتمل، نجعل نصوص الكتاب والسنة عرضة للنفي والإثبات تبعاً لهذه النظريات؟ لا.
يقول: ما المنهجية الصحيحة في البدء بدراسة علم التفسير؟


الصفحة التالية
Icon