فائقة، فإذا جمع الإنسان بين تفسير أو تفسيرين أو ثلاثة بالأثر، فمثلاً اقتنى تفسير إمام المفسرين الطبري تفسير البغوي، وتفسير الحافظ ابن كثير، وضم إليها الشوكاني والدر المنثور انتهى، ثم بعد ذلك يضيف من كل فرع من فروع العلم والمعرفة كتاباً واحداً أو اثنين إن شاء، فيعنى بأحكام القرآن لابن العربي، الجامع لأحكام القرآن، ويعنى أيضاً بالبحر المحيط من جانب.. ، من الجانب الآخر اللي هو العربية وما يتعلق بها؛ البحر المحيط شوف لو تشوف كلمة (أف) وهي مركبة من حرفين ذكر فيها أكثر من أربعين ضبط، أين تجد مثل هذا الكلام؟ هناك تفاسير فيها فوائد، فيها فوائد، وفيها استنباط دقيق في علوم كثيرة، لكن يعوق دونها ما اشتملت عليه من البدع الكبرى، مثل تفسير (الكشاف) هذا للعالم المنتهي لا مانع أن يقرأ فيه، لكن طالب العلم يخشى عليه منه؛ لأنه يدس اعتزالياته في الكلام بحيث لا يشعر طالب العلم بها، حتى قال من علق عليه: "إننا استخرجنا هذه الاعتزاليات بالمناقيش".
كذلك تفسير الرازي تفسير فيه غوص على دقائق المعاني، لكنه تفسير بالرأي، وفيه البدعة ظاهرة، وأسس عليها وبني عليها، وألف من أجلها، يعني خدمة لمذهبه، وهو منظر في مذهب الأشعرية، وهو أيضاً من ناحية القضاء والقدر جبري كما هو معروف، فطالب العلم يخشى عليه من قراءة مثل هذه الكتب.
كتب المعاصرين من المفسرين الذين جاءوا متأخرين فيها فوائد، وفيها ضبط لكثير من القضايا التي أشير فيها في القرآن بالقضايا المعاصرة يعني ربط بين الحياة المعاصرة بالنصوص، ومن أهمها تفسير القاسمي، تفسير جيد، وإن كان يلاحظ عليه أنه يجمع من تفاسير المحققين وتفاسير غيرهم، فتعجب حينما يقول: قال الإمام المحقق ابن القيم وقال ابن عربي قدس سره، لكن الكتاب فيه علم، فإذا نقل عن المبتدعة يترك نقله عنهم، وإذا نقل عن ابن القيم وهو خبير بكتب ابن القيم، يعني يستخرج لك نُقُول من كتب ابن القيم ما تخطر على بالك، وهو من هذه الحيثية ينفع، لكن إذا نقل عن المبتدعة وهم معروفون لا سيما رؤوسهم وكبارهم مشتهرون.