الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ} [(١٤٦) سورة الأعراف] وهل هذا من فعله أو مجبر عليه؟ الكبر من فعله وإلا مجبر عليه؟ من فعله بطوعه وحريته واختياره يتكبر، فيستحق الصرف عن هذا، يستحق الصرف، المعتزلة يقولون: إن العرب لديهم القدرة على معارضة القرآن، والإتيان بمثله، والقرآن من هذه الحيثية ليس بمعجز؛ لأن العرب يستطيعون، لكن الله صرفهم عن ذلك، ويقولون: بالصرفة، الصرفة هي صرف العرب عن معارضة القرآن، القدرة موجودة، يستطيعون أن يأتوا بمثل القرآن، أو قد يتطاول بعضهم ويقول: أعظم، لكن الله -جل وعلا- حال بينهم وبين ما يستطيعون، نقول: هذا الكلام باطل، هذا الكلام باطل، لو كان بعضهم لبعض ظهيراً ما استطاعوا، لو اجتمع الجن والإنس ما استطاعوا أن يعارضوه، المحاولات التي حصلت لمعارضة القرآن يعني نزلت عن الحد المعقول، نزلت عن العقل إلى السفه والجنون، يعني في كلام مسيلمة ما يضحك الأطفال، فضلاً عن العقلاء، يضحك منه الأطفال كل هذا لأنه تصدى إلى معارضة القرآن، وهو ليس بأهل ولا يستطيع، والله -جل وعلا- أخبر أنهم لن يستطيعوا ذلك، للمعري كتاب اسمه: (الآيات البينات في مواعظ البريات) هو في الأصل: في معارضة الآيات، في معارضة الآيات، فقيل له: إن هذا الكتاب لن يروج ما دام فيه معارضة القرآن لن يقبله مسلم، فغير العنوان، والمعري معروف أنه من الزنادقة المعروفين، ملحد، نسأل الله العافية، كما جاء عن الزمخشري أنه افتتح كتابه بقوله: "الحمد لله الذي خلق القرآن" الذي خلق القرآن، ثم قيل له: إن الكتاب لن يروج على المسلمين بهذه الافتتاحية، فالحمد لله خالق القرآن، ثم عدل إلى الحمد لله جاعل القرآن، فجاء بعض من جاء لكي يروج الكتاب؛ لأن جعل تأتي بمعنى خلق، وجاء من جاء ثم غير اللفظة إلى الحمد لله الذي.. نسيتها الآن، من أجل أن يروج الكتاب، مثل هذه الأمور لا شك أن فيها تطاول على كلام الله -جل وعلا-، ومع ذلك إذا حصل مثل هذا لا بد أن يخذل الفاعل، ووجد من الأدباء المعاصرين يعني قبل خمسين وستين سنة من تطاول على القرآن، وزعم أنه قابل للتصحيح والتعديل كغيره، وأن قلمه الأحمر لم يسلم منه شيء حتى القرآن، ومع ذلك عوقب بنقيض قصده، نسأل الله


الصفحة التالية
Icon