الأعراف آية ٤١ ٤٣
﴿لَهُم مّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ﴾ أي فراشٌ من تحتهم والتنوينُ للتفخيم ومن تجريدية ﴿وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ﴾ أي أغطيةٌ والتنوينُ للبدل عن الإعلال عند سيبويهِ وللصرْفِ عند غيره وقرىء غواشِ على إلغاء المحذوف كما في قوله تعالى وَلَهُ الجوار المنشآت ﴿وكذلك﴾ ومثلَ ذلك الجزاءِ الشديد ﴿نَجْزِى الظالمين﴾ عبّر عنهم بالمجرمين تارةً وبالظالمين أخرى إشعاراً بأنهم بتكذيبهم الآياتِ اتّصفوا بكل واحدٍ من ذيْنِك الوصفين القبيحين وذكرُ الجُرم مع الحِرمان من دخول الجنةِ والظلم مع التعذيب بالنار للتنبيه على أنه أعظمُ الجرائمِ والجرائر
﴿والذين آمنوا﴾ أي بآياتنا أو بكلِّ ما يجبُ أنْ يُؤمن به فيدخُل فيه الآياتُ دُخولاً أوليَّا وقولُه تعالَى ﴿وَعَمِلُواْ الصالحات﴾ أي الأعمالَ الصالحةَ التي شُرعت بالآيات وهذا بمقابلة الاستكبارِ عنها ﴿لاَ نُكَلّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا﴾ اعتراضٌ وُسِّط بين المبتدإِ الذي هو الموصولُ والخبر الذي هو جملة ﴿أُوْلَئِكَ أصحاب الجنة﴾ للترغيب في اكتساب ما يؤدي إلى النعيم المقيم ببيان سهولةِ منالِه وتيسُّر تحصيلِه وقرىء لا تُكَلَّف نفسٌ واسمُ الإشارةِ مبتدأٌ وأصحابُ الجنةِ خبرُه والجملةُ خبرٌ للمبتأ الأولِ أو اسمُ الإشارةِ بدلٌ من المبتدأ الأولِ الذي هو الموصول والخبر أصحابُ الجنة وما فيه من معنى البعد للإيذانِ ببُعدِ منزلتِهم في الفضل والشرف ﴿هُمْ فِيهَا خالدون﴾ جحال من أصحاب الجنة وقد جوز كونُه حالاً من الجنة لاشتماله على ضميرها والعاملُ معنى الإضافةِ أو اللامُ المقدرةِ أو خبرٌ ثانٍ لأولئك على رأي من جوّزه وفيها متعلق بخالدون
﴿وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مّنْ غِلّ﴾ أي نخرج من قلوبهم أسبابَ الغل أو نطهرها منه حتى لا يكون بينهم إلا التوادُّ وصيغةُ الماضي للإيذان بتحققه وتقررِه وعَنْ عليَ رضيَ الله تعالى عنه إني لأرجوا أن أكون أنا وعثمان وطلحةُ والزبيرُ منهم ﴿تَجْرِى مِن تَحْتِهِمُ الأنهار﴾ زيادةٌ في لذتهم وسرورهم والجملةُ حالٌ منَ الضميرِ في صدورهم والعاملُ إما معنى الإضافة وإما العاملُ في المضاف أو حالٌ من فاعل نزعنا والعاملُ نزعنا وقيل هي مستأنفةٌ للإخبار عن صفة أحوالِهم ﴿وَقَالُواْ الحمد لِلَّهِ الذى هَدَانَا لهذا﴾ أي لِما جزاؤُه هذا ﴿وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِىَ﴾ أي لهذا المطلبِ الأعلى أو لمطلب من المطالب التي هذا من جملتها ﴿لَوْلا أَنْ هَدَانَا الله﴾ ووفقنا له واللام لتأكيد النفي وجواب النفي لولا محذوفٌ ثقةً بدِلالة ما قبلَهُ عليه ومفعولُ نهتدي وهدانا الثاني