الأعراف آية ١٤٠ ١٤٢
لو قارنت الإيمانَ لاستتبعت أجورَها وإنما بطَلت لمقارنتها الكفرَ وفي إيقاع هؤلاءِ اسماً لإن وتقديمِ الخبر من الجملةِ الواقعةِ خبراً لها وسْمٌ لعبدة الأصنامِ بأنهم هم المُعرَّضون للتبار وأنه لا يعدوهم البتةَ وأنه لهم ضربةُ لازبٍ ليحذّرهم عاقبةَ ما طلبوا ويُبغِضَ إليهم ما أحبوا
﴿قَالَ أَغَيْرَ الله أَبْغِيكُمْ إلها﴾ شروعٌ في بيانِ شئون الله تعالى الموجبةِ لتخصيصِ العبادةِ بهِ تعالى بعد بيانِ أن ما طلبوا عبادتَه مما لا يمكن طلبُه أصلاً لكونه هالكاً باطلاً ولذلك وسّط بينهما قال مع كونِ كلَ منهما كلام موسى عليه الصلاة والسلام والاستفهامُ للإنكار والتعجب والتوبيخِ وإدخالُ الهمزةِ على غير للإيذان بأن المنكو هو كونُ المبْغيِّ غيرَه تعالى لما أنه لاختصاص الإنكار بغيره تعالى دون إنكارِ الاختصاصِ بغيره تعالى وانتصابُ غير على أنه مفعولُ أبغي بحذف اللام أي أبغي لكم أي أطلب لكم غيرَ الله تعالى وإلها إما تمييزا أو حال أو على الحالية من إلها وهو المفعولُ لأبغي على أن الأصلَ أبغي لكم إلها غيرَ الله فغيرَ الله صفةٌ لإلها فلما قُدّمت صفةُ النكرةِ انتصبت حالاً ﴿وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى العالمين﴾ أي والحالُ أنَّه تعالى خصكم بنعمٍ لم يُعطِها غيرَكم وفيه تنبيهٌ على ما صنعوا من سوء المعاملةِ حيث قابلوا تخصيصَ الله تعالى إياهم من بين أمثالِهم بما لم يستحقوه تفضلا بأن عمجوا إلى أخسّ شيءٍ من مخلوقاته فجعلوه شريكاً له تعالى تباً لهم ولما يعبدون
﴿وإذ نجيناكم﴾ تذكيرٌ لهم من جهته سبحانه بنعمة الإنجاءِ من ملكة فرعون وقرىء نجيناكم من التنجية وقرىء أنجاكم فيكون مَسوقاً من جهة موسى عليه الصلاة والسلام أي واذكروا وقت إنجائِنا إياكم ﴿من آل فرعون﴾ من ملَكتهم لا بمجرد تخليصِكم من أيديهم وهم على حالهم في المَكِنة والقدرة بل بإهلاكهم بالكلية وقوله تعالى ﴿يَسُومُونَكُمْ سُوء العذاب﴾ من سامه خسفاً أي أولاه إياه وكلفه غياه وهو إما استئنافٌ لبيان ما أنجاهم منه أو حال منن المخاطَبين أو من آلِ فرعونَ أو منهما معاً لاشتمالِه على ضميريِهما وقوله تعالى ﴿يُقَتّلُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ﴾ بدلٌ من يسومونكم مُبين أو مفسّرٌ له ﴿وَفِى ذلكم﴾ الإنجاءِ أو سوءِ العذاب ﴿بَلاءٌ﴾ أي نعمةٌ أو محنة ﴿مّن رَّبّكُمْ﴾ من مالك أمرِكم فإن النعمةَ والنقِمةَ كلتاهما منه سبحانه وتعالى ﴿عظِيمٌ﴾ لا يقادَر قدرُه
﴿وواعدنا موسى ثلاثين لَيْلَةً﴾ رُوي أن موسى عليه السلام وعد بني إسرائيلَ وهم بمصرَ إن أهلك الله عجوهم أتاهم بكتاب فيه بيانُ ما يأتون وما يذرون فلما هلك فرعونُ سأل موسى عليه السلام ربه الكتابَ فأمره بصومِ ثلاثين يوماً وهو شهرُ ذي القَعدة فلما أتمّ الثلاثين أنكر خُلوفَ فيه فتسوّك


الصفحة التالية
Icon