سورة الشعراء (١١٩ ١٢٨)
شؤمِ أعمالِهم
﴿فأنجيناه وَمَن مَّعَهُ﴾ حسب دعائِه ﴿فِى الفلك المشحون﴾ أي المملوءِ بهم وبما لابد لهم منه
﴿ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ﴾ أي بعد إنجائِهم ﴿الباقين﴾ أي من قومِه
﴿إِنَّ فِى ذَلِكَ لأَيَةً وما كان أكثرهم مؤمنين﴾ ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العزيز الرحيم﴾ الكلامُ فيه كالذي مرَّ خلا أنَّ حمل أكثرهم على أكثر قومِ نوحٍ أبعدُ من السَّدادِ وأبعدُ
﴿كذبت عاد المرسلين﴾ أنت عادٌ باعتبار القبيلةِ وهو اسمُ أبيهم الأقصى
﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلاَ تَتَّقُونَ﴾ الكلام في أن المراد بتكذيبهم وبما وقعَ فيه من الزَّمانِ ماذا كما مرَّ في صدرِ قصَّة نوحٍ عليه السلام أي أَلا تَتَّقُونَ الله تعالى فتفعلون ما تفعلونَ
﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ﴾ ﴿فاتقوا الله وأطيعون﴾ ﴿وما أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إن أجرى إلا على رَبّ العالمين﴾ الكلامُ فيه كالذي مرَّ وتَصديرُ القصص به للتنبيه على أنَّ مبنى البعثةِ هو الدُّعاءِ إلى معرفةِ الحقِّ والطَّاعةِ فيما يُقرب المدعوَّ إلى الثَّوابِ ويُبعده من العقابِ وأنَّ الأنبياءَ عليهم الصَّلاةُ والسَّلامُ مُجمعون على ذلك وإن اختلفُوا في بعض فروع الشَّرائعِ المختلفة باختلاف الأزمنةِ والأعصارِ وأنَّهم متنزِّهون عن المطامع الدنية والأغراض الدُّنيويةِ بالكُلِّية
﴿أَتَبْنُونَ بِكُلّ رِيعٍ﴾ أي مكانٍ مرتفعٍ ومنه رِيعُ الأرض لإرتفاعها ﴿آية﴾ عَلَماً للمارة ﴿تَعْبَثُونَ﴾ أي ببنائها إذْ كانُوا يهتدون بالنُّجومِ في أسفارِهم فلا يحتاجُون إليها أو بروج الحمام


الصفحة التالية
Icon