الصافات
٢٩ - ٣٨ ﴿قَالُواْ﴾ استئنافٌ كما سبق أي قالَ الرُّؤساء أو القُرناء ﴿بَلْ لَّمْ تَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ﴾ أي لم نمنعكُم من الإيمانِ بل لم تُؤمنوا باختيارِكم وأعرضتُم عنه مع تمكُّنِكم منه وآثرتُم الكفرَ عليه
﴿وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مّن سلطان﴾ من قهرٍ وتسلُّطٍ نسلبكم به اختيارَكم ﴿بَلْ كُنتُمْ قَوْماً طاغين﴾ مُختارين للطُّغيانِ مُصرِّين عليه
﴿فَحَقَّ عَلَيْنَا﴾ أي لزمنا وثبتَ علينا ﴿قَوْلُ رَبّنَا﴾ وهو قوله تعالى لاملان جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿إِنَّا لَذَائِقُونَ﴾ أي العذابَ الذي وردَ به الوعيدُ
﴿فأغويناكم﴾ فدَعوناكم إلى الغيِّ دعوة غير ملجئة فاستجببتم لنا باختيارِكم واستحبابِكم الغيَّ على الرُّشدِ ﴿إِنَّا كُنَّا غاوين﴾ فلا عتبَ علينا في تعرُّضِنا لإغوائِكم بتلك المرتبةِ من الدَّعوةِ لتكونُوا أمثالنا في الغوايةِ
﴿فَإِنَّهُمْ﴾ أي الأتباعُ والمتبُوعينَ ﴿يَوْمَئِذٍ فِى العذاب مُشْتَرِكُونَ﴾ حسبما كانُوا مشتركينَ في الغواية
﴿إِنَّا كَذَلِكَ﴾ أي مثلَ ذلك الفعلِ البديعِ الذي تقتضيهِ الحكمةُ التَّشريعيَّةُ ﴿نَفْعَلُ بالمجرمين﴾ المتناهينَ في الإجرامِ وهم المُشركون كما يُعرب عنه التَّعليلُ بقولهِ تعالى
﴿إِنَّهُمْ كَانُواْ إِذَا قِيلَ لَهُمْ﴾ بطريقِ الدَّعوةِ والتَّلقينِ ﴿لا إله إلا الله يَسْتَكْبِرُونَ﴾ عن القبولِ
﴿ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ﴾ ﴿بَلْ جَاء بالحق وَصَدَّقَ المرسلين﴾ ردٌّ عليهم وتكذيبٌ لهم ببيانِ أنَّ ما جاء به من التَّوحيدِ هو الحقُّ الذي قام به البُرهان وأجمعَ عليه كافَّةُ الرسلُ عليهم الصَّلاةُ والسَّلامُ فأينَ الشِّعرُ والجنونُ من ساحتهِ الرَّفيعةِ
﴿إِنَّكُمْ﴾ بما فعلتُم من الاشراك وتكذيب الرسول ﷺ والاستكبار ﴿لذائقوا العذاب الأليم﴾


الصفحة التالية
Icon