أي وتتركون عبادته وقد أُشير إلى المقتضى للإنكارِ المعنيِّ بالهمزة ثم صرَّح به بقوله تعالى
﴿الله ربكم ورب آبائكم الاولين﴾ بالنَّصبِ على البدليةِ من أحسن الخالقين وقرئ بالرَّفعِ على الابتداءِ والتَّعرُّضُ لذكرِ ربوبيَّتهِ تعالى لآبائهم لتأكيدِ إنكارِ تركهِم عبادته تعالى والإشعارِ ببُطلان آراءِ آبائهم أيضاً
﴿فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ﴾ بسبب تكذيبهم ذلك ﴿لَمُحْضَرُونَ﴾ أي العذابَ والإطلاقُ للاكتفاء بالقرائنِ على أنَّ الإحضارَ المطلقَ مخصوص بالشَّرِّ عُرفاً
﴿إِلاَّ عِبَادَ الله المخلصين﴾ استثناء من ضمير مُحضرون
﴿وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِى الأخرين سلام على إِل يَاسِين﴾ هو لغة في الياسَ كسيناءَ في سينينَ وقيل هو جمعٌ له أُريد به هو وأتباعُه كالمهلَّبين والخُبَيبين وفيه أنَّ العَلَم إذا جُمع يجبُ تعريفُه كالمثالين وقرئ بإضافة آلِ إلى ياسينَ لأنَّهما في المصحفِ مفصولانِ فيكونُ ياسينَ أبا إلياس
﴿إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى المحسنين إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المؤمنين﴾ مرَّ تفسيرُه
﴿وَإِنَّ لُوطاً لَّمِنَ المرسلين إِذْ نجيناه﴾ أي اذكُر وقتَ تنجيتِنا إيَّاه ﴿وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عَجُوزاً فِى الغابرين﴾ أي الباقين في العذابِ أو الماضين الهالكين ﴿ثُمَّ دَمَّرْنَا الاخرين﴾ فإنَّ في ذلك شواهدَ على جليةِ أمرِه وكونِه من جملة المرسلين