٥٠ ٤٠
كان بانضمامِ عملِ غيرِه إليهِ وأنْ مخففةٌ كأختِها معطوفةٌ عليهَا وكَذا قولُه تعالَى
﴿وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يرى﴾ أي يُعرضُ عليهِ ويكشفُ له يومَ القيامةِ في صحيفتِه وميزانِه من أريتُه الشيءَ
﴿ثُمَّ يُجْزَاهُ﴾ أي يُجزى الإنسانُ سعيَهُ يقالُ جزاهُ الله بعملِه وجَزَاهُ على عمله وجزاه عملِه بحذفِ الجارِّ وإيصالِ الفعلِ ويجوزُ أن يُجعلَ الضميرُ للجزاءِ ثم يُفسَّرَ بقولِه تعالى ﴿الجزاء الأوفى﴾ أو يبدلُ هو عنْهُ كما في قولِه تعالى وَأَسَرُّواْ النجوى الذين ظَلَمُواْ
﴿وَأَنَّ إلى رَبّكَ المنتهى﴾ أي انتهاءَ الخلقِ ورجوعَهم إليهِ تعالى لا إلى غيرِه استقلالا ولا اشتراكا وقرىء بكسران على الابتداءِ
﴿وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وأبكى﴾ أي هو خلقَ قُوتَي الضحكِ والبكاءِ
﴿وأنه هو أمات وأحيا﴾ لا يقدرُ على الإماتةِ والإحياءِ غيرُه فإنَّ أثرَ القاتلِ نقضُ البنيةِ وتفريقُ الاتصالِ وإنما يحصلُ الموتُ عندَهُ بفعلِ الله تعالَى على العادةِ
﴿وَأَنَّهُ خَلَقَ الزوجين الذكر والأنثى﴾ ﴿مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تمنى﴾ تدفقُ في الرحمِ أو تخلقُ أو يقدرُ منها الولد من مى بمعنى قَدر
﴿وَأَنَّ عَلَيْهِ النشأة الأخرى﴾ أَى الإحياءَ بعد الموتِ وفاءً بوعدِه وقُرىءَ النشاءةَ بالمدِّ وهي أيضاً مصدرُ نشأَهُ
﴿وَأَنَّهُ هُوَ أغنى وأقنى﴾ وأعطَى القُنيةَ وهي ما يُتأثلُ من الأموالِ وأفردَها بالذكرِ لأنَّها أشرفُ الأموالِ أو أَرْضى وتحقيقُه جعلُ الرِّضا له قنيةً
﴿وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشعرى﴾ أي ربُّ معبودِهم وهي العَبورُ وهي أشدُّ ضياءً من الغِميصاءِ وكانتْ خزاعةُ تعبدُها سنَّ لهم ذلكَ أبو كبشةَ رجلٌ من أشرافِهم وكانتْ قرِيشٌ تقولُ لرسول الله ﷺ أبو كبشةَ تشبيهاً له عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ به لمخالفتِه إيَّاهم في دينِهم
﴿وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الأولى﴾