٩٠ ٨٤
نفس الحلقومِ وتداعتْ إلى الخروجِ
﴿وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ﴾ أيها الحاضرونَ حولَ صاحبِها ﴿تَنظُرُونَ﴾ إلى ما هو من الغمراتِ
﴿ونحن أقرب إليه﴾ علماوقدرة وتصرفاً ﴿مّنكُمْ﴾ حيثُ لا تعرفون من حالِه إلا ما تشاهدونَهُ من آثارِ الشدةِ من غيرِ أن تقفوا على كُنهِها وكيفيتِها وأسبابِها ولا أنْ تقدرُوا على دفع أدنى شيءٍ منها ونحنُ المتولونَ لتفاصيل أحوالِه بعلمنا وقدرتنا أو بملائكة الموتِ ﴿ولكن لاَّ تُبْصِرُونَ﴾ لا تدركونَ ذلكَ لجلهكم بشؤننا وقولُه تعالى
﴿فَلَوْلاَ إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ﴾ أي غيرَ مربوبينَ من دانَ السلطانُ رعيتَهُ إذا ساسَهم واستعبدَهم ناظرً إلى قولِه تعالى نحن خلقناكُم فلولا تصدقونَ فإن التحضيضَ يستدعي عدمَ المحضض عليه حتماً وقوله تعالى
﴿تَرْجِعُونَهَا﴾ أي النفسُ إلى مقرِّها هو العاملُ في إذَا والمحضض عليه بلولا الأُولى والثانيةُ مكررةٌ للتأكيد وهي مع مافي حيزها دليلُ جوابِ الشرطِ والمعنى إنْ كنتُم غير مربوبينَ كما ينبىءُ عنه عدمُ تصديقِكم بخلقنا إياكم فهلا ترجعونَ النفسَ إلى مقرِّها عند بلوغِها الحلقومَ ﴿إِن كُنتُمْ صادقين﴾ في اعتقادكم فإن عدمَ تصديقِهم بخالقيتِه تعالى لهم عبارةٌ عن تصديقِهم بعدمِ خالقيتِه تعالى بموجب مذهبِهم وقوله تعالى
﴿فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ المقربين﴾ إلخ شروعٌ في بيان حالِ المُتوفي بعد المماتِ إثرَ بيانِ حالِه عند الوفاةِ أي فأما إن كانَ الذي بُيّن حالُه من السابقينَ من الأزواج الثلاثةِ عبر عنهم بأجلِّ أوصافِهم
﴿فَرَوْحٌ﴾ أي فله استراحةٌ وقرىء فرُوحٌ بضمِّ الراء وفسِّر بالرحمة لأنها سببٌ لحياة المرحومِ وبالحياة الدائمةِ ﴿وريحان﴾ وزرق ﴿وجنة نَعِيمٍ﴾ أي ذاتُ تنعمٍ
﴿وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أصحاب اليمين﴾ عبر عنهم بالعنوان السابق إذ لم يذكر لهم فيا سبقَ وصفٌ واحدٌ ينبىءُ عن شأنِهم سواهُ كما ذكرَ للفريقينِ الآخرينِ