} ١ ٩
على ما هم عليه من الكُفرِ ويصيرونَ في الآخرة إلى السعير من غير وَليَ يَلي أمرَهُم ولا نصيرٍ يخلصُهم من العذابِ
﴿أَمِ اتخذوا مِن دُونِهِ أولياء﴾ جملةٌ مستأنَفة مقرِّرةٌ لما قبلَها من انتفاءِ أنْ يكونَ للظالمينَ ولي أو نصيرٌ وأمْ منقطعةٌ وما فيها من بَلْ للانتقالِ من بيانِ ما قبلَها إلى بيانِ ما بعدَها والهمزةُ لإنكارِ الوقوعِ ونفيِه على أبلغِ وجهٍ وآكَدِه لا لإنكارِ الواقعِ واستقباحِه كما قيل إذا المراد بيان أن ما فعلوا ليس من اتخاذ الأولياءِ في شيءٍ لأنَّ ذلكَ فرعُ كونِ الأصنامِ أولياءَ وهو أظهرُ الممتنِعاتِ أيْ بلْ أتخذُوا متجاوزينَ الله أولياءَ من الأصنامِ وغيرِها هيهاتَ وقولُه تعالَى ﴿فالله هُوَ الولى﴾ جوابُ شرطٍ محذوفٍ كإنَّه قيلَ بعدَ إبطالِ ولايةِ ما اتخذُوه أولياءَ إنْ أرادُوا ولياً في الحقيقةِ فالله هُو الولى لاولى سواه ﴿وهو يحيي الموتى﴾ أيْ ومن شأنِه ذلكَ ﴿وَهُوَ على كُلّ شَىْء قَدِيرٌ﴾ فهُو الحقيقُ بأنْ يتخذَ ولياً فليخصُّوه بالاتخاذِ دونَ من لا يقدرُ على شيءٍ
﴿وما اختلفتم فيه من شَىْء﴾ حكايةٌ لقولِ رسولِ الله ﷺ للمؤمنينَ أيْ وما خالفَكُم الكفارُ فيهِ منْ أمورِ الدِّينِ فاختلفتُم أنتمُ وهُم ﴿محكمة﴾ راجعٌ ﴿إِلَى الله﴾ وهو إثابةُ المحقِّينَ وعقابُ المُبطلينَ ﴿ذلكم﴾ الحاكمُ العظيمُ الشأنِ ﴿الله رَبّى﴾ مالِكِي عَلَيْهِ توكلت في مجامع أمروى خاصَّة لاَ على غيرِه ﴿وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾ أرجعُ في كلِّ ما يَعنُّ لي من معضلات الأموة ر لا إلى أحدٍ سواهُ وحيثُ كانَ التوكُّل أمراً واحداً مستمراً والإنابةُ متعددة متجددة حسب تجّدُدِ موادّهِا أو ثر في الأولِ صيغةُ الماضِي وفي الثَّانِي صيغةُ المضارعِ وقيلَ وما اختلفتُم فيه وتنزعتم في شيءٍ من الخصوماتِ فتحاكمُوا فيهِ إلى رسولِ الله ﷺ ولا تُؤثروا على حكومتِه حكومةَ غيرِه وقيلَ وما اختلفتُم فيه من تأويلِ آية واشتبَه عليكُم فارجِعوا في بيانه إلى المحكمِ من كتابِ الله والظَّاهرِ من سنة رسول الله ﷺ وقيلَ وما وقعَ بينكُم الخلافُ فيهِ من العلومِ التي لا تتعلق تكليفكم ولا طريق لكُم إلى علمِه فقولُوا الله أعلمُ كمعرفةِ الرُّوحِ ولا مساغَ لحملِ هذا على الاجتهادِ لعدمِ جوازِه بحضرة الرسول صلى الله عليه وسلم
﴿فاطر السماوات والأرض﴾ خبرٌ آخرُ لذلكُم أو خبرٌ لمبتدأٍ محذوفٍ أو مبتدأ خبرُهُ ﴿جَعَلَ لَكُمُ﴾ وقُرِىءَ بالجرِّ على أنَّه بدلٌ منَ الضميرِ أو وصفٌ للاسمِ الجليلِ في قولِه تعالَى إلى ﴿الله﴾ وما بينهما اعترضا بينَ الصفةِ والموصوفِ ﴿مّنْ أَنفُسِكُمْ﴾ من جنسِكم ﴿أزواجا﴾ نساءً وتقديمُ الجارِّ والمجرورِ على المفعولِ الصريحِ قد مر سره غيره مرةٍ ﴿وَمِنَ الأنعام﴾ أي وجعلَ للأنعامِ من جنْسِها ﴿أزواجا﴾ أو خلقَ لكُم من الأنعامِ أصنافاً أو ذكوراً وإناثاً ﴿يَذْرَؤُكُمْ﴾ يكثّركم من الذرْءِ وهو البثُّ وفي معناهُ الذَّرو والذَّرُّ ﴿فِيهِ﴾ أي


الصفحة التالية
Icon