} ٢ ١ ﴿
التاءين من تتمسكوا {واسألوا مَّآ أَنفَقْتُمْ﴾
من مهورِ نسائكم للاحقات بالكفار ﴿وليسألوا مَآ أَنفَقُواْ﴾ من مهورِ أزوزاجهم المهاجراتِ ﴿ذلكم﴾ الذي ذُكِرَ ﴿حُكْمُ الله﴾ وقولُه تعالَى ﴿يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ﴾ كلامٌ مستأنفٌ أو حالٌ من حكمِ الله على حذفِ الضميرِ أي يحكمُه الله أو جعل لكم حاكماً على المبالغةِ ﴿والله عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ يشرعُ ما تقتضيهِ الحكمةُ البالغةُ رُوي أنَّه لمَّا نزلتْ الآية أدَّى المؤمنونَ ما أُمروا بهِ من مهورِ المهاجراتِ إلى أزواجهنَّ المشركينَ وأبى المشركونَ أنْ يؤدُوا شيئاً من مهورِ الكوافرِ إلى أزواجِهنَّ المسلمينَ فنزلَ قولُه تعالى
﴿وَإِن فَاتَكُمْ﴾ أي سبقكُم وانفلتَ منكُم ﴿شَىْء مّنْ أزواجكم إِلَى الكفار﴾ أي أحدٌ من أزواجِكم وقد قُرِىءَ كذلكَ وإيقاعُ شيءٌ موقعَهُ للتحقيرِ والإشباعِ في التعميمِ أو شيءٌ من مهورِ أزواجِكم ﴿فعاقبتم﴾ أي فجاءتُ عقبتُكم أي نوبتُكم من أداءِ المهرِ شبه ما حَكَم بهِ على المسلمينَ والكافرينَ من أداءِ هؤلاء مهورِ نساءِ أولئكَ تارةً وأداءِ أولئكَ مهورَ نساءِ هؤلاء أخرى بأمر يتعاقون فيه كما يتعاقبون في الركوبِ وغيرِه ﴿فَاتُواْ الذين ذَهَبَتْ أزواجهم مّثْلَ مَا أَنفَقُواْ﴾ من مهرِ المهاجرةِ التي تزوجتُموها ولا تؤتوهُ زوجَها الكافرَ وقيلَ معناهُ إنْ فاتكم فأصبتُم من الكفارِ عُقْبى هيَ الغنيمةُ فآتُوا بدلَ الفائتِ من الغنيمةِ وقُرىءَ فأعقبتُم وفعقَّبْتُم بالتشديدِ وفعقِبْتُم بالتخفيفِ وفتحِ القافِ وبكسرِهَا قيلَ جميع من لحق بالمشكرين من نساءِ المؤمنينَ المهاجرينَ ستُّ نسوةٍ أمُّ الحكمِ بنتُ أبي سفيانَ وفاطمةُ بنتُ أميةٍ وبَرْوعُ بنتُ عُقْبةٍ وعبدةُ بنتُ عبدِ العُزَّى وهندُ بنتُ أبي جهل كثلوم بنتُ جرولٍ ﴿واتقوا الله الذى أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ﴾ فإن الإيمانَ بهِ تعالى يقتضِي التَّقوى منهُ تعالَى
﴿يا أيها النبى إِذَا جَاءكَ المؤمنات يُبَايِعْنَكَ﴾ أي مبايعاتٍ لكَ أيْ قاصداتٍ للمبايعةِ نزلتْ يومَ الفتحِ فإنَّه عليهِ الصلاةُ والسلامُ لما فرغَ من بَيعةِ الرجالِ شرعَ في بيعة النساءِ ﴿على أَن لاَّ يُشْرِكْنَ بالله شَيْئاً﴾ أي شيئا من الأشياءِ أو شيئا من الإشراكِ ﴿وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ وَلاَ يَقْتُلْنَ أولادهن﴾ أُريدَ به وأدُ البناتِ وقُرِىءَ ولا يُقَتِّلْنَ بالتشديدِ ﴿وَلاَ يَأْتِينَ ببهتان يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ﴾ كانتِ المرأةُ تلتقطُ المولودَ فتقولُ لزوجِها هُو ولدي منكَ كُنِيَ عنْهُ بالبهتانِ المُفترى بينَ يديها ورجلَيها لأنَّ بطنَها الذي تحملُهُ فيهِ بينَ يديها وَمَخرجُه بينَ رِجْلَيْها ﴿وَلاَ يَعْصِينَكَ فِى مَعْرُوفٍ﴾ أي فيما تأمرهنَّ بهِ من معروفٍ وتنهاهنَّ عنْهُ من منكرٍ والتقييدُ بالمعروفِ مع أنَّ الرسولَ صلى الله عله وسلم لا يأمرُ إلا بهِ للتنبيه على أنَّه لا يجوزُ طاعةُ مخلوقٍ في معصيةِ الخالق


الصفحة التالية
Icon