٨٩ ٨٥
بالمعبودِ بالحقِّ كما مرَّ في تفسيرِ البسملةِ كأنَّه قيال وهُو الذي مستحقٌّ لأنْ يعبدَ فيهمَا وقد مرَّ تحقيقُه في سورةِ الأنعامِ وقُرىءَ وَهُوَ الذي فِى السماءِ الله وفي الأرضِ الله والراجعُ إلى الموصولِ مبتدأٌ قد حذفَ لطولِ الصلةِ بمتعلقِ الخبرِ والعطفِ عليهِ ولا مساغَ لكونِ الجارِّ خبراً مقدماً وإلهٌ مبتدأٌ مؤخرٌ للزومِ عراءِ الجُملةِ حينئذٍ عن العائدِ نعم يجوز أن يكون صلةً للموصولِ وإلهٌ خبراً لمبتدأٍ محذوفٍ على أنَّ الجملةَ بيانٌ للصلةِ وأنَّ كونَهُ في السماءِ على سبيلِ الإلهيةِ لا على سبيلِ الاستقرارِ وفيهِ نفيُ الآلهةِ السماويةِ والأرضيةِ وتخصيصٌ لاستحقاقِ الإلهيةِ به تعالَى وقولُه تعالَى ﴿وَهُوَ الحكيم العليم﴾ كالدليلِ على ما قبلَهُ
﴿وَتَبَارَكَ الذى لَهُ مُلْكُ السماوات والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا﴾ إمَّا على الدوامِ كالهواءِ أو في بعضِ الأوقاتِ كالطيرِ ﴿وَعِندَهُ عِلْمُ الساعة﴾ أي العلمُ بالساعةِ التي فيها تقومُ القيامةُ ﴿وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ للجزاءِ والالتفاتُ للتهديدِ وقُرِىءَ على الغيبة وقرىء تحشرون بالتاء
﴿وَلاَ يَمْلِكُ الذين يَدْعُونَ﴾ أي يدعُونهم وقُرِىءَ بالتَّاءِ مخففاً ومشدداً ﴿مِن دُونِهِ الشفاعة﴾ كما يزعمُونَ ﴿إِلاَّ مَن شَهِدَ بالحق﴾ الذي هُو التوحيدُ ﴿وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ بما يشهدونَ بهِ عن بصيرةٍ وإيقانٍ وإخلاصٍ وجمعُ الضميرِ باعتبارِ مَعْنى مَنْ كمَا أنَّ الإفرادَ أولاً باعتبارِ لفظِها والاستثناءُ إمَّا متصلٌ والموصولُ عامٌّ لكلِّ ما يُعبد من دونِ الله أو مُنفصلٌ على أنَّه خاصٌّ بالأصنامِ
﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ﴾ أى سألت العابدين والمبعودين ﴿لَيَقُولُنَّ الله﴾ لتعذرِ الإنكارِ لغايةِ بطلانِه ﴿فأنى يُؤْفَكُونَ﴾ فكيفَ يُصرفونَ عن عبادتِه إلى عبادةِ غيرِه مع اعترافِهم بكونِ الكلِّ مخلوقاً له تعالى
﴿وَقِيلِهِ﴾ بالجرِّ إمَّا على أنَّه عطفٌ على الساعةِ أيْ عندَهُ علمُ الساعةِ وعلم قولِه عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ ﴿يَا رَبّ﴾ الخ فإنَّ القولَ والقيلَ والقالَ كلَّها مصادرُ أو عَلى ان الواو للقسم قوله تعالَى ﴿إِنَّ هَؤُلاَء قَوْمٌ لاَّ يُؤْمِنُونَ﴾ جوابُه وفي الإقسامِ بهِ من رفعِ شأنِه عليه الصلاةُ والسلام وتفخيمِ دُعائِه والتجائِه إليهِ تعالَى ما لا يَخْفى وقُرِىءَ بالنصب بالعطفِ على سرَّهم أو على محلَّ الساعة أو ضمير أو بإضمارِ فعلهِ أو بتقدير فهل القسمِ وقُرِىءَ بالرفعِ على الابتداءِ والخبر ما بعده وقد جوز عطفه على علمُ الساعةِ
﴿فاصفح عَنْهُمْ﴾ فأعرضْ عن دعوتِهم واقنَطْ عن إيمانِهم ﴿وَقُلْ سلام﴾ أيْ أمري تسلمٌ منكم ومتاركةٌ ﴿فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾ حالَهم البتةَ وإنْ تأخرَ ذلكَ وهو وعيدٌ من الله تعالى لهُم وتسلية لرسول الله ﷺ وقُرِىءَ تعلمونَ على أنَّه داخل