بالضمّ «١»، والضم لا يدخلها. ومثله (لترونّ الجحيم) وهما لغتان: ضاهأت، وضاهيت «٢» قوله تعالى: إِنَّمَا النَّسِيءُ «٣» يقرأ بالهمز وتخفيف الياء. وبتركه وتشديدها. فمن همز فعلى الأصل، لأنه من قولهم: نسأ الله في أجلك. ومعناه: التأخير. والحجة لمن شدّد:
أنه أبدل الهمزة ياء، وأدغمها في الياء الساكنة قبلها.
وروى عن (ابن كثير) «٤»: أنه قرأ: (إنّما النّسو) «٥» بهمزة، ساكنة السين، والواو بعد الهمزة «٦» جعله مصدرا.
معناه: أن العرب في الجاهلية كانت تحرّم القتال في «المحرّم»، فإذا احتاجت إليه أخّرت المحرّم إلى «صفر».
قوله تعالى: يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا «٧». يقرأ بضم الياء وفتح الضاد وكسرها، وبفتح الياء وكسر الضاد. فالحجة لمن ضم الياء وفتح الضاد: أنه جعله فعل ما لم يسمّ فاعله، و (الذين) في موضع رفع، و (كفروا) صلة الذين. والحجة لمن كسر الضاد مع ضم الياء: أنه جعله فعلا لفاعل مستتر في الفعل. وهو مأخوذ: من أضلّ يضلّ. والحجة لمن فتح الياء: أنه جعل الفعل للذين فرفعهم به وإن كان الله تعالى الفاعل ذلك بهم، لأنه يضل من يشاء، ويهدي من يشاء. فمعناه: أنه أضلهم عقوبة لضلالهم، فاستوجبوا العقوبة بالعمل. وقيل: (صادفهم كذلك) «٨». وقيل أضلّهم: سمّاهم ضالين.

(١) أصلها: يضاهيون.
(٢) قال في اللسان: المضاهاة: مشاكلة الشيء بالشيء. وربّما همزوا فيه: وضاهيت الرجل: شاكلته وقيل: عارضته اللسان: مادة: ضها.
(٣) التوبة: ٣٧.
(٤) ابن كثير سبقت ترجمته ٣٧.
(٥) ليست في كتب القراءات التي بين أيدينا- كالتيسير، وغيث النفع، والنشر- هذه القراءة مع أن هذه الكتب تعرضت للقراءات السبع، والعشر. وقد ذكرها ابن جني في «المحتسب» وقال: «يحكي عن ابن كثير بخلاف:
أنه قرأ به ١: ٢٨٧»
.
(٦) هكذا في الأصل: والمراد: سكون السين. والإتيان بهمزة بعدها الواو: مصدر نسأ نسأ (القاموس المحيط).
(٧) التوبة: ٣٧.
(٨) أي وجدهم ضالين. من قولهم: صادفت فلانا أي لاقيته ووجدته. اللسان: صدف.


الصفحة التالية
Icon