وبعد بحث طويل استطعت أن أثبت أن هذا الجزء ليس لمؤلف مجهول، وإنما هو لمؤلف معلوم، وهو السّمين الحلبي، حيث قارنت نصوصه بنصوص النسخة المخطوطة بدار الكتب المصرية رقم ٣٢١ - تفسير- فوجدت النصوص متحدة متماثلة. نفس النصوص ونفس الأسلوب، ونفس الألفاظ «١».
٢) معاني للقرآن للزجاج..
تضم دار الكتب المصرية نسختين مخطوطتين من هذا الكتاب.
- نسخة رقم ١١١ - تفسير، وقد وثقتها برجوعي إلى كتاب «الإغفال» لأبي علي الفارسي لأنه ضم كثيرا من نصوص معاني القرآن للزجاج ثم علق عليها مصلحا ما أخطأ فيه الزجاج، فرأيت أن نسبة هذه النسخة إلى الزجاج صحيحة، لأن النصوص التي أوردها الفارسيّ في الاغفال هي نفس النصوص التي أوردها الزجاج في المعاني.
- نسخة رقم ٦٣٦ - تفسير، وبعد تمحيص استطعت أن أثبت هذه النسخة ليست للزجاج، والزجاج منها بريء «٢».
٣) إعراب القرآن للزجاج رقم ٥٢٨ - تفسير- دار الكتب المصرية ليست للزجاج كما بينت سابقا في هذا البحث.
٤) البرهان في علوم القرآن للحوفي: نسخة رقم ٢٠٥٠٣ بدار الكتب المصرية. وقد صورت منها النسخة رقم ٢٠٧٨٤ ب والنسخة رقم ٢٠٧٨٥ ب.
ومع مجهود التصوير المكرر لهذه النسخة، فإنها ليست للحوفي، بل هي نسخة من إعراب القرآن لأبي جعفر النحاس. «٣»
وبتوفيق الله لم يسبقني أحد إلى هذه التصحيحات أو التحقيقات، ولا فخر في ذلك، فإن ما يبذل حول الدراسات القرآنية قليل بالنسبة لما يجب أن يكون. وقد ألقت هذه التحقيقات على هذه المخطوطات ضوءا كاشفا يحملنا على أن نعيد النظر في هذه المخطوطات لتقويمها من جديد حتى لا تختلط القيم، وتضطرب الأمور.

(١) - القرآن الكريم وأثره في الدراسات النحوية: عبد العال سالم مكرم- ٢٥٣.
(٢) انظر الأدلة في ذلك المرجع السابق- ٢٥٢.
(٣) انظر الأدلة في ذلك المرجع السابق- ٢٨٤.


الصفحة التالية
Icon