لا تهمز. والثاني: أنه مأخوذ من النّبوة «١» وهي: ما ارتفع من الأرض وعلا، لأنه أخبر عن العالم العلوي، وأتى به عن الله تعالى. والثالث: أن العرب تدع الهمزة من (النّبي) وهو من: أنبأت، ومن (الخابية) وهي من خبأت، ومن (البريّة) وهي من برأ الله الخلق، ومن (الذّريّة) وهي من ذرأهم، ومن (الرّويّة): وهي من: روّأت في الأمر.
قوله تعالى: وَالصَّابِئِينَ «٢». يقرأ وما شاكله بالهمز وتركه. فالحجّة لمن همز: أنه مأخوذ من، صبأ فلان: إذا خرج من دين إلى دن. والحجة لمن لم، يهمز: أن يكون أراد: الهمز، فليّن وترك، أو يكون أخذه من: صبا يصبو: إذا مال. وبه سمى الصبي صبيّا لأن قلبه يميل إلى كل لعب لفراغه.
فإن قيل: فلم أجمع «٣» على همز الصابئين، وترك الهمز في النبيّين؟ فقل: لأن من ترك الهمز في النبيّين بقّى خلفا وهو الياء، ومن ترك الهمز في الصائبين لم يبق خلفا، لأنه كتب في المصحف بغير واو ولا ياء.
قوله تعالى: أَتَتَّخِذُنا هُزُواً «٤». يقرأ هزؤا» وكُفُواً «٥» بالضم والهمز، وجُزْءاً «٦» بإسكان «٧» الزاي والهمز. والحجّة في ذلك اتّباع الخط، لأن «هزؤا» «وكفؤا» في المصحف مكتوبان بالواو، و «جزءا» بغير واو، فاتّبعوا في القراءة تأدية الخط.
وقرأ (حمزة) ذلك كله مسكنا «٨» مخفّفا. ووقف على «هزوا» و «كفوا» بالواو «٩»،

وقال السيوطي في الإتقان: «الحديث الذي أخرجه الحاكم في «المستدرك» من طريق حمران بن أعين عن أبي الأسود الدولي عن أبي ذر قال: «جاء أعرابي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقال: يا
نبيء الله فقال: لست بنبيء الله، ولكني نبيّ الله»
. قال الذهبي: حديث منكر، وحمران رافضي ليس بثقة. (الإتقان ١: ٩٨).
(١) والنباوة أيضا: القاموس: مادة: نبا.
(٢) البقرة: ٦٢.
(٣) أجمع القراء كلهم إلا نافعا على همز «الصابئين» «بالبقرة» و «الحج» بزيادة همزة مكسورة وأمّا «الصابئون» «بالمائدة» فبزيادة همزة مضمومة بعد كسرة. وقرأ نافع جميع ذلك بلا همز (شرح ابن القاصح على الشاطبيّة: ١٥٦).
(٤) البقرة: ٦٧.
(٥) الإخلاص: ٤.
(٦) البقرة: ٢٦٠.
(٧) قرأ شعبة بضم الزاي (غيث النفع: ٥٧).
(٨) الإسكان لغة تميم وأسد وقيس. (غيث النفع: ٤٠).
(٩) بإبدال الهمزة واوا مفتوحة مع اسكان الزاي اتباعا للخط. والقياس أن يلقى حركتها على الفاء أو الزاي (التيسير:
٢٢٦).


الصفحة التالية
Icon