فصل توفية


تشتمل على تناول كلية القرآن لكلية الأمة
ولكل قارئ يقرؤه من أهل الفهم والإيقان
اعلم أن الله، سبحانه، أنزل القرآن نبأ عن جميع الأكوان، وأن جميع ما أنبأ عنه من أمر آدم إلى زمن محمد، - ﷺ -، من أمر النبوات والرسالات والخلافات وأصناف الملوك والفراعنة والطغاة، وأصناف الجناة، وجميع ما أصابهم من المثوبات والمثلات في يوم آدم، عليه السلام، إلى زمن محمد، - ﷺ -، الذي هو ستة آلاف سنة، ونحوها، كل ذلك متكرر بجملته في يوم محمد، - ﷺ -، الذي هو ألف سنة أو نحوها، أعدادا بأعداد، وأحوالا بأحوال، في خير أو شر، فلكل من الماضين مثل متكرر في هذه الأمة الخاتمة، كما قال - ﷺ -: "لكل نبي قبلي، في أمتي نظير" ثم ذكر، - ﷺ -، نظراء مثل إبراهيم كأبي بكر، ومثل موسى كعمر، ومثل هرون كعثمان، ومثل نوح كعلي، ومثل عيسى كأبي ذر. وقال - ﷺ -: "إني لأعرف النظراء من أمتي بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشائرهم، كافرهم ومومنهم، ممن كان وممن سيكون بعد، ولو شئت أن أسميهم لفعلت".
فمما صد أكثر هذه الأمة عن تفهم القرآن ظنهم أن الذي فيه من قصص الأولين وأخبار المثابين والمعاقبين، من أهل الأديان أجمعين، أن ذلك إنما مقصوده الأخبار والقصص فقط، كلا، وليس كذلك، إن ذلك إنما مقصوده الاعتبار والتنبيه


الصفحة التالية
Icon