مثاله - وعلى حذو معناه - بين ظهراني جهنم يوم الجزاء للعيان، وتحفه مثل تلك الآراء خطاطيف وكلاليب، تجري أحوال الناس معها في المعاد على حسب مجراهم مع حقائقها، التي ابتداء في يوم العمل، وهذا الصراط الأكمل، وهو المحيط المترتب على الضلال الذي يعبر به عن حال من لا وجهة له، وهو ضلال ممدوح، لأنه يكون عن سلامة الفطرة، لأن من لا علم له بوجهة، فحقه الوقوف عن كل وجهة، وهو ضلال يلتزم هدى محيطا، منه ﴿وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى﴾ وأما من هدى وجهة ما فضل عن مرجعها فهو ضلال مذموم، لأنه ضلال بعد هدي، وهو يكون عن اعوجاج في الجبلة - انتهى.
قال الْحَرَالِّي: ﴿الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾ الذين ظهر منهم المراغمة، وتعمد المخالفة، فيوجب ذلك الغضب من الأعلى، والبغض من الأدنى، و (الضَّالِّينَ} الذين وجهوا وجهة هدى فزاغوا عنها من غير تعمد لذلك ﴿آمين﴾ كلمة عزم من الأمن، مدلولها أن المدعو مأمون منه أن يرد من دعاه، لأنه لا يعجزه