وإن كانت غير معلومة الدلالة كحروف ألف باء تام] فإنها كلها أسماء على ما فهمه الخليل، وإنها تسمى حروفا عندما تكون أجزاء كلمة محركة للابتداء أو مسكنة للوقف والانتهاء.
وأما حقيقتها فهي جوامع أصلها في ذكر أول من كلام الله تعالى فنزلت إلى الكلم العربية، وترجمت بها، ونظم منها هذا القرآن العربي المبين، فهي في الكتب العلوية الملكوتيه المترتبة في الجمع والتفصيل آية وكلم وذات كتاب، فلما نزلت إلى غاية مفصل القرآن أبقيت في افتتاحه لتكون علما على نقله للتفصيل من ذلك الكتاب، ولأنها أتم وأوجز في الدلالة على الجمع من المفصل منها، ودلالتها جامعة للوجود كله من أبطن قيمه إلى أظهره، وأظهر مقامه، ومابينهما من الوصلة [و] الواصلة، وهي جامعة الدلالة على الكون المرئي للعين بالعين والوحي المسموع، ولأجل ما اقتضته من الجمع لم تنزل في كتاب متقدم، لأن كتاب كل وقت مطابق بحال الكون فيه، والكون كان بعد لم يكمل، فكانت كتبه وصحفه بحسبه، ولما كمل الكون في وقت سيدنا محمد، - ﷺ -، كان كتابه كاملا جامعا، فوجب ظهور هذه الجوامع فيه ليطابق الختم البدء، لأنهما طرفا كمال، وما بينهما تدرج إليه، وقد كان وعد