الكتاب، وحينئذ شرع في تلقينه الدعوة العامة للناس، فافتتح بعد ذلك الدعوة والنداء والدعوة إلى العبادة، يعني بهذه الآية، وتولى الله، سبحانه، دعوة الخلق في هذه الدعوة العامة التي هي جامعة لكل دعوة في القرآن.
ولما ضمن صدرها من الوعيد في حق رسوله فلم يجر خطاب ذلك على لسانه، ولما فيها من السطوة وخطاب الملك والجزاء، ومحمد، - ﷺ -، رحمة للعالمين، فلم ينبغ إجراؤها على لسانه لذلك، وغيره من الرسل فعامة دعوة من خص الله، سبحانه، خبر في دعوته فهي مجراة على ألسنتهم، ولذلك كثرت مقاواة قومهم ومدعويهم لهم، ولما أجرى الحق، تعالى، هذه الدعوة من قبله، كان فيها بشري بالغلبة وإظهار دينه، لأن الله، سبحانه وتعالى، لا يقاويه، خلقه.
ولما انتهى إلى البشري التي هي رحمة أجرى الكلام على مخاطبته، عليه السلام، بقوله: ﴿وَبَشِّرِ﴾ ومع إجراء دعوة المرسلين على ألسنتهم علقت باسم الله بلفظ: ﴿أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ﴾ ونحوه، فعز على أكثر النفوس الإجابة لفوات اسم الله عن إدراك