فلا تفتكم التقوى بسائق الموجع المخصوص المناسب عذابه لفعلكم، فإنها نار غذاؤها واشتعالها بالكون كله، أنهاه تركيبا، وهم الناس الملائمون لمارجها بالنوس، وأطرفه وأجمده، وهي الحجارة، فهي تسع ما بين ذلك من باب الأولى، وفيه إشعار بمنتها وقوتها، وأنها بحكم هذا الوسع للالتصاق بخلق، يعني وليست كنار الدنيا التي غذاؤها من ضعيف الموالد، وهو النبات، ولا تفعل في الطرفين إلا بواسطة، وكان غذاؤها ووقودها النبات إذ كانت متقدحة منه، كما قال: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا﴾ وتقول العرب: في كل شجر نار، واستمجد المرخ والعفار، وذلك على حكم ما تحقق أن الغذاء للشيء مما منه أصل كونه، وقال: ﴿وَقُودُهَا﴾ لأن النار أشد فعلها في وقودها، لأن بتوسطه تفعل فيما سواه، فإذا كان وقودها محرقها كانت