عليه السلام في عنقود من ثمرها: "لو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا" ويشعر ذلك عند اعتبار العمل به بأن نياتهم في الأعمال صالحة ثابتة مرابطة حتى جروا بها هذا الاتصال وكمال الصورة في الرزق، ومنه [حديث مرفوع أخرجه الطبراني عن سهل بن سعد]: "نية المؤمن خير من عمله". ﴿وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا﴾ أظهر عذرهم في توهم اتحاد الثمر، وعرف بأمنتهم من العناء، لأنه لو تفاوت تبعه الكراهة للأدنى، وتكلف للانتقاء للأعلى، وذلك إنما هو لائق بكيد الدنيا لا بنعيم الجنة.
وقد ذكر بعض العلماء اطراد هذا التشابه في ثمر الجنة، وإن اختلفت أصنافه، ويضعفه ما يلزم منه كمال الدلالة في المعنى والصورة في نحو قوله تعالى: ﴿فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ﴾ وما يجري مجراه. انتهى.
﴿وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ﴾
قال الْحَرَالِّي: والزوج مالا يكمل المقصود من الشيء إلا معه على نحو من الاشتراك والتعاون، والتطهير تكرار إذهاب مجتنب بعد مجتنب عن الشىء، ولما ذكر تعالى الرزق المستثمر من أعمال الدين آمنوا وصل به ذكر الأزواج المستثمرة من حال نفوسهم من حسن أخلاقها وجمال صورتها الباطنة في