تأويله بمثل واحد، فيقدر في الكلام: ومثل داعي الذين كفروا ﴿كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ﴾ أي يصيح، وذلك لأن التأويل يحمل على الإضمار والتقدير، والفهم يمنع منه، ويوجب فهم إيراد القرآن على حده ووجهه.
وقال: ﴿بِمَا﴾ أي بسبب شيء البهائم إلى "لا" عقل لها، فهو ﴿لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً﴾ أي من الناطق فيما يدعى إليه من قوام غذائه ونسله ﴿وَنِدَاءً﴾ فيما ساق إليه بمحل دعائه، من حيث إن النداء [يشعر بالبعد، والدعاء يشعر]- بالشروع في القصد - انتهى.
﴿فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ﴾ لأنهم لا ينتفعون بعقولهم، كما أن هذا الأصم كذلك، ونفاه بلا النافية للممتنع، وصيغة المضارع المنبئة عن الدوام - قاله الْحَرَالِّي.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾
قال الْحَرَالِّي: لما كان تقدم الخطاب في أمر الدين في رتبتين: أولاهما: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ﴾ وثانيتهما: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا﴾ فأمر الناس بالعبادة، وأمر الذين آمنوا بحسن الرعاية مع النبي،