وولايته. (فِي شَيْءٍ): فإن محبتي متعاديين لا تجتمعان. (إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً) أي: إلا أن تخافوا من جهتهم ما يجب أن يتقى فيكون تقاة مفعولاً به وجاز أن تضمن تتقوا معنى تحذروا فيكون معدى بـ من، وتقاة مصدر نهوا عن الموالاة في جميع الأوقات إلا وقت المخافة فإنه جازت المداراة حينئذ باللسان. (وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ) يعني عن عقاب يصدر عن نفسه، وهذا غاية التحذير كما يقال: احذر غضب السلطان نفسه، (وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ) فاحذروا كل الحذر.
(قُلْ إِن تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ): من ولايتهم وغيرها، (أَوْ تُبْدُوهُ) قيل: إن تخفوا ما في قلوبكم من تكذيب رسول الله ﷺ أو تظهروه بحربه، (يَعْلَمْهُ اللهُ): يحفظه الله حتى يجازيكم (وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ): فكيف لا يعلم سركم وجهركم؟! (وَاللهُ عَلَى كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فيقدر على عقوبة متخذي الولاية لهم كأنه قال: " يحذركم نفسه " فإنه متصف بعلم ذاتي محيط بجميع الكون وقدرة ذاتية تعم المقدورات. (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا) أي: جزاء ما عملت أو صحائفه، وعامل يوم " تود " أي: تتمنى لو أن بينها وبين ذلك اليوم أمدًا يوم تجد الخير والشر حاضرين عنده، ولو للتمني وجملة " لو أن بينها " كالبيان للتمني أو تقديره: اذكر يوم تجد، و (تَوَدُّ) حال من فاعل عملت أو ما عملت مبتدأ لا عطف على ما عملت