ننظر، فاستشاروا فقال كبيرهم: ما لاعَنَ قوم نبيًا قط فبقى كبيرهم ولا نبت صغيرهم، وإني أراهم وجوهًا لو سألوا الله أن يزيل جبلاً لأزال، فأتوا وقالوا: يا أبا القاسم قد رأينا ألاَّ نلاعنك، ونتركك على دينك ونرجع على ديننا ونبذل لك الخراج.
(إِن هَذَا) أي: قصص عيسى ومريم، (لَهُوَ القَصَصُ الحَقُّ): دون ما ذكروه، (وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا اللهُ) ردًّا على النصارى في تثليثهم، (وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ) فلا أحد يساويه في القدرة، والحكمة، فلا إله غيره، (فَإِن تَوَلَّوْا) عما أوحيت إليك، (فَإِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ)، وضع المظهر موضع المضمر، دلالة على أن الإعراض عن التوحيد (١) والحجج إفساد للدين.

(١) في الأصل " عن التوحيد "
* * *


الصفحة التالية
Icon