أى: حالهم كحال الذين أوقدوا، (فَلَما أَضَاءَتْ): النار (مَا حَوْلَه)، وأمنوا ما يخافون (ذَهَبَ اللهُ بِنورِهمْ)، المراد من إيقادها فبقوا في ظلمة وخوف، (وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ): جمع الظلمة لكثرتها، ثم إن المنافقين بإظهار الإيمان أمنوا في الدنيا وإذا ماتوا عادوا إلى الظلمة والخوف، أو المراد إيمانهم أولاً ثم كفرهم ثانيًا، فيكون إذهاب النور في الدنيا كما قال تعالى: " ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا " الآية (المنافقون: ٣)، وهذا منقول عن كثير من السلف، (صُمٌّ): أي: هم عن قبول الحق صم، (بُكْمٌ): عن قول الحق، (عُمْيٌ): لا يبصرونه، فهذا فذلكة التمثيل فالضمير للمنافقين أو للمستوقدين والمعنى لما أذهب نورهم أدهشتهم الظلمة بحيث اختلت حواسهم، (فهمْ لاَ يَرْجِعُونَ): إلى الهدى الذي باعوه، (أَوْ كَصَيِّبٍ): كأصحاب مطر أو سحاب وهو مثل آخر وأو للتساوي كجالس الحسن أو ابن سيرين، أي: أنت مخير في التمثيل بأيهما شئت، وقال بعض المفسرين: إن هذين مثلان لقومين أي: مثل بعضهم هذا ومثل بعضهم هذا فإنهم لا يخلون عن أحد هذين المثلين، (مِّنَ السماءِ): من جميع جوانب السماء لا من أفق دون أفق وفهم هذا من السماء المعرف أو من السحاب (فِيهِ ظُلُمَاتٌ): في المطر أو السحاب ظلمة تكاثف المطر والغمامة والليل وهي فاعل الظرف، (وَرَعْدٌ): ملك موكل بالسحاب فيطلق على صوته أو صوت يسمع من السحاب (وَبَرْقٌ): نار تخرج من السحاب أو لمعان صوت الملك أو نار طارت من فيه إذا اشتد غضبه (يَجْعَلُون أَصَابعَهُمْ): أناملهم (فِي آذَانِهِم مّنَ الصَّوَاعِقِ): شدة صوت الرعد (حَذَرَ المَوْتِ): مخافة الهلاك،


الصفحة التالية
Icon