وَبَيْنَكُمْ) أو الله مبتدأ، وشهيد خبر فإنه إذا كان هو الشهيد فأكبر شيء شهادة شهيد له، (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ): الذي ترونه ناطقًا بحجج وبينات، (لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ): يا أهل مكة، (وَمَنْ بَلَغَ): وسائر من بلغه من الأسود والأحمر قل: (أَئِنَّكُم لَتشْهَدُونَ أَن مَعَ اللهِ آلِهَةً أُخْرَى) تقرير لهم مع إنكار، (قُلْ لا أَشْهَدُ): بما تشهدون، (قلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَىٌ وَاحِدٌ وَإِننِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُون): من الأصنام، (الذِينَ آتيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَه) أي: محمدًا - عليه الصلاة والسلام - بنعته المذكور في التوراة والإنجيل، (كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ): بحيث لا يشكون في رسالته، فعدم شهادكم برسالته لعنادهم، (الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ): من أهل الكتاب، وهجروا ما في كتابهم، (فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ): به.
* * *
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (٢١) وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٢٢) ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (٢٣) انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (٢٤) وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ


الصفحة التالية
Icon