إنها كذلك، (قَدْ نَعْلَمُ) أي: الشأن، (إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ): تسلية لرسوله فيما قال الكفار: إنك كذاب، (فَإِنَّهمْ لا يُكَذِّبُونَكَ): في نفس الأمر، أو في السر، (وَلَكِن الظالِمِينَ بِآيَاتِ اللهِ يَجْحَدونَ): لكنهم لظلمهم جحدوا الآيات، وكذبوا بها، نزلت حين قال أبو جهل: لا نكذبك لكن نكذب بما جئت به، أو لما سئل أبو جهل عنه قال: والله إنه لصادق وما كذب قط، لكن إذا ذهب بنو قصي باللواء والسقاية والنبوة فماذا يكون لسائر قريش، (وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا): بمعونتهم وإهلاك أعدائهم فاصبر أنت أيضًا كما صبروا فسيجيء نصرك، وما مصدرية، (وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ): لمواعيده وحكمه، (وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ): بعض أخبارهم كيف صبروا، وكيف دمرنا قومهم، (وَإِنْ كَانَ كَبُرَ): عظم وشق، (عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ): عن الإيمان، (فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا): تطلب منفذًا، (في الأرْضِ): تنفذ فيه إلى جوفه، (أَوْ سُلَّمًا): مصعدًا، (فِي السَّمَاءِ): تصعد به إليه، (فَتَأْتِيَهُمْ): من الأرض أو السماء، (بِآيَةٍ)، وجواب الشرط الثاني مقدر أي: فافعل، والجملة جواب الأول يعني لا مغير لحكم الله فاصبر، ولا تذهب نفسك عليهم حسرات، (وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى) أي: لو أراد جمعهم على الهدى لجمعهم وهداهم، ولكن


الصفحة التالية
Icon