مع اليهود، والنصارى كأنهم طائفة واحدة، وأما قراءة الياء أي: الغيبة تكون التفاتًا عند من يقول الآية في اليهود، (وَعُلِّمْتُمْ): بسبب القرآن، (مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ): من خبر ما سبق ونبأ ما يأتي، وإذا كان الخطاب مع اليهود فمعناه علمتم بالقرآن زيادة على التوراة وبيانًا لما التبس عليكم، وعلى آباءكم كما قال تعالى " إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ " [النمل: ٧٦]، (قُل اللهُ): أنزله أَجِبْ عنهم ذلك، لأنه متعين وفيه إشعار بأنَّهم تحيروا في الجواب (ثمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ): دعهم في أباطيلهم، (يَلْعَبُونَ): يعملون ما لا ينفع، وهو حال من مفعول ذر، (وَهَذَا): القرآن، (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ): كثير النفع، (مُصَدّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ): من الكتب السماوية، (وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى) أي: أهل مكة فـ (عطف على) صريح لفظ مبارك أي: كتاب مبارك كائن للإنذار، (وَمَنْ حَوْلَهَا): أهل الشرق والغرب، (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْأخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ): بالقرآن، (وَهُمْ عَلَى صَلاِتهِمْ يُحَافِظُونَ)، فإن لازم الإيمان بها الخوف، والخوف يجره إلى الإيمان بالقرآن والمداومة بصلاته فإنها عماد الدين، (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا): كمن ادعى أنه أرسله كاذبًا، (أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ)، نزلت في مسيلمة الكذاب ادعى النبوة والوحي، (وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللهُ):


الصفحة التالية
Icon