السلام، (وَفَرِيقًا تَقْتُلُون)، كزكريا ويحيى جاء بلفظ المضارع لحكاية الحال الماضية ولمراعاة الفواصل، (وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ): أوعية للعلم لا يحتاج إلى علم آخر، أو عليها غشاوة، أو لا نفقه ما تقول كما في قوله تعالى: " وقالوا قلوبنا في أكنة "، (بَلْ لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ) أي: ليس الأمر كما زعموا أن قلوبهم أوعية للعلم بل قلوبهم ملعونة مطبوع عليها بكفرهم أو قلوبهم لم تأب قبول الحق لخلل فيها بل لأن الله طبع عليها بالكفر، (فَقَلِيلًا مَّا يُؤْمِنُون)، أي: يؤمن منهم القليل فقليلاً حال، أو إيمانًا قليلاً وهو إيمانهم ببعض الكتاب، أو لا يؤمنون أصلاً لا كثيراً ولا قليلاً، (وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ)، أي: القرآن، (مُصَدِّقٌ لما مَعَهُمْ): التوراة وجوابه محذوف دل عليه جواب لما الثانية، أو لما الثانية تكرار للأول فإن ما عرفوا والكتاب واحد والفاء للإشعار بأن مجيئه كان عقيب استفتاحهم به، (وَكَانُوا): اليهود والواو للحال، (مِن قبلُ): قبل نزوله، (يَسْتَفتحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا): يستنصرون على المشركين يقولون اللهم انصرنا بنبي آخر الزمان المنعوت في التوراة، (فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا): من الحق، (كَفَرُوا بِهِ): بغيًا وحسدًا، (فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (٨٩) بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ)، ما نكرة مميزة لفاعل بئس المستتر فيه والفعل صفته، أي: بئس ما باعوا فإنهم باعوا ثوابها بالكفر، (أَن يَّكْفُرُوا)، هو المخصوص بالذم، (بِمَا أَنزَلَ اللهُ بَغْيًا)، أي: أن


الصفحة التالية
Icon