البعث، (فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) تقديره لا نعجلهم ولا نقضي فنذرهم إمهالاً واستدراجًا، (وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ) المرض والشدة، (دَعَانَا) لإزالته ملقيا، (لِجَنبِهِ) أي: مضطجعًا، (أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا)، أي: في جميع حالاته فإن الإنسان لا يخلوا عن إحدى هذه الثلاثة، (فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ) مضى واستمر على طريقته قبل الضر ونسي، (كَأَن لمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مسَّهُ) أي: كأنه لم يطلب منا كشف ضره فحذف ضمير الشأن وخفف، (كَذَلِكَ) مثل ذلك التزيين، (زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) من الانهماك في اللذات والإعراض عن الطاعات، (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا القُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ) يا أهل مكة، (لَمَّا ظَلَمُوا) بتكذيب رسلهم، (وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِِ) الحجج الدالة على صدقهم عطف على ظلموا أو حال بإضمار قد، (وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا) لأن الله طبع على قلوبهم جزاء على كفرهم، (كَذَلِكَ) مثل ذلك الجزاء وهو الإهلاك بأفضح وجه، (نجْزِي القَوْمَ المُجْرِمِينَ) أي: كل مجرم فاحذروا يا أهل مكة، (ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاِئفَ فِي الأَرْضِ) استخلفناكم فيها، (مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ) فنعاملكم على مقتضى أعمالكم وكيف حال عن ضمير تعملون، (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا) أي: المشركون، (ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا) أي: جيء من عند ربك بكتاب آخر ليس فيه عيب آلهتنا، (أَوْ بَدِّلْهُ) أنت من عند نفسك بأن تأتى بآية أخرى