لـ قطعًا ومن قرأ قطْعًا بسكون الطاء فالأولي أن يكون مظلمًا صفة، (أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) والآية في الكفار قسيم المؤمنين المراد من قوله للذين أحسنوا، (وَيَوْمَ) بتقدير اذكر، (نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا) المؤمن والكافر، (ثمَّ نَقول لِلذِينَ أَشْرَكوا) الزموا، (مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ) تأكيد للضمير المنتقل إلى مكانكم من عامله، (وَشُرَكَاؤُكُمْ) أي الأوثان، (فَزَيَّلْنَا) فرقنا، (بَيْنَهُمْ) وقطعنا ما كان بينهم من التواصل، (وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ) ينطق الله الأصنام فينكرون عبادتهم ويتبرأون منهم مكان شفاعتهم، (فَكَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنكمْ إِنْ) أي أنه، (كنَّا عَنْ عِبَادَتِكمْ لَغَافِلِينَ) لأنا كنا جمادًا لا نعلم ولا نشعر فما أمرناكم بها ولا رضينا منكم بها، (هُنَالِكَ) في ذلك المقام، (تَبْلُو) تختبر وتعلم، (كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ) من عمل فتعاين نفعه وضره ومن قرأ تتلو فهو من التلاوة أي تقرأ أو من التلو أي: تتبع عمله قال بعضهم: تتبع كل أمة ما كانت تعبد، (وَرُدُّوا) أي: أمرهم، (إِلَى اللهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ) متولي أمورهم بالحقيقة لا ما اتخذوه مولىً بالباطل، (وَضَل عَنْهم) ضاع وبطل، (مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ) فيعبدونه من دون الله.
* * *
(قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (٣١) فَذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (٣٢) كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (٣٣) قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ