اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (٤٢)
* * *
(وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ): أحدهما ساقي الملك والآخر خبازه اتهما بأنهما يريدان إهلاك الملك بالسُّم، (قَالَ أَحَدُهُمَا) أي: الشرابي (إِنِّي أَرَانِي): في المنام (أَعْصِرُ خَمْرًا) أي: عنبًا سماه باسم ما يئول إليه (وَقَالَ الآخرُ) أي: الخباز (إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا): أخبرنا (بِتَأْوِيلِهِ): بتعبير ما قصصنا قال بعضهم: إنهما اخترعا تلك الرؤيا لاختبار يوسف (إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ): في أعمالك وأقوالك أو من الذين يحسنون تعبير الرؤيا (قَالَ لاَ يأْتِيكُمَا طَعام تُرْزَقَانِهِ): في نومكما (إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا) التعبير في اليقظة أو معناه لا يأتيكما طعام من بيتكما تطعمانه وتأكلانه إلا نبأتكما بقدره ولونه ووقته قبل وصوله إليكم وهذا مثل معجزة عيسى عليه السلام حيث قال: (وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ) [آل عمران: ٤٩] (ذلِكُمَا): العلم (ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي). لا من التكهن والتنجيم (إِنِّي تَرَكْتُ) كأنه قال علمني لأني تركت (مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَهُمْ


الصفحة التالية
Icon