قَالَتِ امْرَأَةُ العَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ): ثبت واستقر، (الحَقُّ) قيل: أقبلن كلهن عليها فقررنها، (أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (٥١) ذَلِكَ): الذي فعلت من رد الرسول، (لِيَعْلَمَ): العزيز، (أَني لَمْ أَخنْهُ بِالْغَيْبِ): بظهر الغيب حال من الفاعل أي): وأنا غائب أو من المفعول أو ظرف أي: بمكان الغيب، (وَأَن الله لاَ يَهْدِي): لا ينفذ ولا يسدد، (كَيْدَ الْخَائِنِينَ (٥٢) وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي) عن السلف أنه لما قال: ليعلم أني لم أخنه بالغيب قال له جبريل: ولا حين هممت (١) فقال ذلك، (إِنَّ النَّفْسَ): بطبعها، (لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي) إلا وقت رحمة ربي أو إلا ما رحمه الله من النفوس فعصمه، (إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) قال بعضهم: قوله: " ذلك ليعلم " إلخ من كلام امرأة العزيز أي: اعترفت بما هو الواقع ليعلم زوجي أني لم أخنه وما صدر مني المحذور الأكبر وإنما راودته مراودة فامتنع ولست أبرئ نفسي فإن النفس تتمني وتشتهي ولذلك راودته: لأنها أمارة بالسوء إلا نفس من عصمه الله تعالى إنه غفور حليم وعند بعض المفسرين إن هذا القول أليق وأقرب، (وَقَالَ المَلِكُ ائْتُونِي بِهِ):

(١) لا يصح والذي عليه المحققون أن قوله تعالى (ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (٥٢) وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي) من كلام امرأة العزيز، وهو ما ذكره المصنف بعد ذلك فتأمله.


الصفحة التالية
Icon