فسرت بما يعمه فلا يخفى أن العفو من غير توبة فلا يصح بمذهب، وإن كان بعد التوبة فلا يلائم، لأنَّهُم بعد التوبة ليسوا على الظلم (وَإِنّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ العِقَابِ): لمن شاء (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا): هلا، (أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ)، لم يعتدوا بالآيات الباهرات واقترحوا مثل ما أوتي موسى وعيسى، (إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ): لا عليك الإتيان بما اقترحوا كجعل الصفا ذهبًا (وَلِكُل قَوْمٍ هَادٍ): نبي مخصوص يدعوهم إلى الهدى، أو معناه أنت منذر ولكل قوم هاد يهديهم إذا أراد، وهو الله، وعن بعض السلف الهادي علي بن أبي طالب - رضى الله عنه - وأيضًا في ذلك حديث؛ لكن قيل فيه نكارة شديدة.
* * *
(اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ (٨) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (٩) سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (١٠)


الصفحة التالية
Icon