وبين يديه وقيل: من وراءه حياته، (وَيُسْقَى) نقديره من وراءه جهنم يلقى فيها ويسقى، (مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ)؛ ما يسيل من جلود أهل النار من القيح والدم قيل ما يسيل من فروج الزناة يسقاه الكافر عطف بيان للماء، (يَتَجَرَّعُهُ): يتكلف جرعه يعني يشربه قهرًا، فإنه لا يضعه في فمه حتى يضربه الملك بمطراق من حديد، [وهو صفة لـ ماءٍ] (١) أو حال من ضمير يسقى، (وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ): لا يقارب أن يسيغه، فكيف يكون إلا ساغه وهي جواز الشراب على الحلق بسهولة، (وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ) أي: أسبابه من الشدائد، (مِنْ كُلِّ مَكَانٍ): من جميع جوانبه وقيل: كل مكان من أعضائه، (وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ): ليستريح، (وَمِن وَرَائِه) بين يديه، (عَذَابٌ غَلِيظٌ) أي: له عذاب آخر أدهى وأمر، فإن أنواع عذاب الله تعالى لا يحصيها إلا هو، (مَثَلُ الذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ) مبتدأ، (أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ)، خبره أو تقديره فيما يقص عليكم مثل الذين كفروا وقوله أعمالهم كرماد مستأنفة كأنه قيك: كيف أعمالهم؟ فقال: أعمالهم كرماد، أو أعمالهم بدل وكرماد خبره، (اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ) العصف اشتداد الريح فهو في المبالغة كنهاره صائم يعني لا ينتفعون بأعمالهم ولا يجدونها كرماد ذرته الريح هل يجد أحد منه ذرة، (لا يَقْدِرُونَ): في القيامة، (مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ): لحبوطه، (ذَلِكَ) إشارة إلى عدم وجدان أعمالهم،