السجود، وجاز أن يكون الاستثناء متصلاً، وجملة أبى أن يكون حينئذ مستأنفة، (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ) أيُّ غرض لك في، (أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (٣٢) قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ) اللام لتأكيد النفي، أي: لا يصح مني ويستحيل أن أسجد، (لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) استكبر واستعظم نفسه، (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْها) من تلك المنزلة التي أنت فيها من الملأ الأعلي، (فَإِنَّكَ رَجِيمٌ) مطرود من الخير والشرف باعتبار الكرامة عند الله تعالى لا باعتبار النوع، (وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ) أي: تلك اللعنة لا تزال متصلة لاحقة بك إلى يوم القيامة، وهذا بُعدُ غاية يضربها الناس، (قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي) أخر أجلي، (إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) آخر الدنيا، (قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) وهو نفخة الأولى، أمهله الله استدراجًا له وابتلاء وامتحانًا للخلق، قيل: سأل الإمهال إلى يوم يبعثون لئلا يموت؛ لأنه لا يموت حينئذ أحد، فلم يجب إلى ذلك وأمهل إلى آخر أيام


الصفحة التالية
Icon