معه، أو التقليب للموطنين والحجارة للمسافرين، (مِّن سِجِّيلٍ) من حجر وطين، وقد مر في سورة هود، (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) المتفرسين، من توسمتي فلان كذا، إذا عرفت وسم ذلك وَسمَتُهُ فيه، (وَإِنها)، أي: تلك المدينة، (بِسَبِيلٍ مُقِيمٍ) بطريق ثابت يسلكه الناس ولم يندرس آثارهم وهو تنبيه لقريش، (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ) بالله ورسله فيعرفون أن ذلك انتقام لأوليائه من أعدائه، (وَإِن كَانَ) أي: إنه كان، (أَصْحَابُ الأَيْكَةِ) قوم شعيب، والأيكة الشجر الملتف، (لظَالِمِينَ) بالشرك وقطع الطريق ونقص المكيال والميزان، وكانوا قريبًا من قوم لوط بعدهم في الزمان، ومستأمنين لهم في المكان، (فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ) بالصيحة وعذاب الرجفة وعذاب يوم الظلة، (وَإِنَّهُمَا) مدينة لوط وأصحاب الأيكة، (لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ) لبطريق واضح ظاهر.
* * *
(وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (٨٠) وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (٨١) وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ (٨٢) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (٨٣) فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (٨٤)


الصفحة التالية
Icon